لو طُلِب إليك أن تمكث في أفخم قصر في العالم وأهنى نعيم يتصوره عقل
بشري لمدة شهر كامل ،ثم أردت المغادرة لأي سبب خاص بك فوجدت الباب
مغلقا ،فماذا تكون حالتك حين ذاك ؟؟؟!!!!!!!
لابد أنك ستشعر بالضيق
،وأنك محبوس ولو كان هذا الحبس في الجنة!
لكنه في النهاية حبس!! فكيف إذا استمر هذا الحبس أبدا؟!
وفي أمثال العوام :"يغور السجن ولو في جنينة"
ولأن الجنة مصنوعة على عين الله ورعايته ،فقد راعت أدق التفاصيل مثل هذه وغيرها لتمام ساعدة أهلها،
لذا جاء في وصفها:"مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ " (ص:50)
وإنما قال: { مُفَتَّحَةً } ولم يقل مفتوحة؛ لأنها تفتح لهم بالأمر لا بالمس. قال الحسن: تُكلم أنْ انفتحي فتنفتح ،انغلقي فتنغلق. وقيل: تفتح لهم الملائكة الأبواب.
ولكن كيف عن وسائل المواصلات داخل الجنة؟!!!
لا أحد يعلم ذلك تحديدا ولكن.........
يمكننا التخيل بعد معرفة رد النبي (صلى الله عليه وسلم)على عبد الرحمن بن
ساعدة حيث كان يحب الخيل،فقال :يا رسول الله :هل في الجنة خيل؟! فقال:
"إن أدخلك الله الجنة يا عبد الرحمن كان لك فيها فرس من ياقوت له جناحان تطير بك حيث شئت" (رواه الطبراني كما في صحيح الترغيب)
إذا فأنت لك مطلق الاختيار في طريقة تنقُّلك داخل الجنة ولكن .......
كيف تختار ودواب الجنة لا تشترك في دواب الدنيا إلا في الإسم ولكنها خلق آخر
وأختم بكلام الإمام ابن القيم -رحمه الله-:"ومن هداية الحمار الذي هو من أبلد
الحيوان أن الرجل يسير به ،ويأتي به منزله من البُعد في ليلة مظلمة،فيعرف المنزل ، فإذا خُلَّي جاء إليه" (كتاب شفاء العليل)
فمن لم يعرف الطريق إلى منزله الأول(الجنة) فهو أبلد من حمار!!