الحيتان تنتحر على شاطئ الإرادة!
كنت في الخارج في رحلة عمل قصيرة في احد البلدان المتحضرة، بعيداً عن ضجيج الكويت السياسي وغيره، فوردتني عدة رسائل هاتفية قرأتها وسعدت بمحتواها.. الرسالة الأولى تقول ان عقل «لَظس» المفكر النائب محمد هايف فشل في الحصول على الأصوات اللازمة لعضويتها! فحمدت الله الذي لا يضرب بالعصا، فالعضو هايف بنى امجاده على أدبيات «لَظَسْ»، التي يمكن اختصارها في «دس الأنف في ما لا يخص»!! ومحاربة ومحاصرة الحريات الطبيعية، «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً»، فهذا القول للفاروق عمر رضي الله عنه يؤكد ان الانسان يولد حراً، لتأتي القوانين والقرارات والعادات والتقاليد (وبعضها ما أنزل الله بها من سلطان) لتكبل الانسان المولود حراً.. النائب محمد هايف «صعبت حالته» على احد زملائه فتنازل له عن عضويته في تلك اللجنة ليصول فيها ويجول ويكسب الشعبوية المدغدغة وهي اقصى طموحاته البرلمانية!
الرسالة الهاتفية الأخرى التي أسعدتني هي استقالة النائبين هايف والطبطبائي من اللجنة، لأن رئيسها ومقررها لا يمشيان على نسق تفكير هايف والطبطبائي نفسه، وهو امر كتبنا عنه مراراً وتكراراً، ان مريدي هذا الفكر المتزمت المغالي لا يؤمنون بالديموقراطية ولا بمخرجاتها ولا بالرأي الآخر، اذا لم يكن نسخة كربونية عن فكرهم واعتقادهم! فهم (والعياذ بالله) يظنون أنهم الفئة الناجية الوحيدة والباقي في النار! فإخواننا من المنتمين للعقائد الاصولية المتزمتة قالوا للجنة واعضائها إما ان نكون رؤساء ونقباء نقود هذه اللجنة حسبما نرتأيه والذي صففه عضوها البارز الطبطبائي في الزميلة «الوطن» في 5 مقالات، حيث عدد انجازات ونطاق عمل اللجنة في عهده الباهر قبل اختطافها (كما قال)، وعبّر مدللاً على عدم اعتبار متجذر بالاصول والآليات الديموقراطية، التي تخضع فيها الاقلية لرأي الاغلبية، وهو ما لا يفهمه هؤلاء من جوهر العملية الديموقراطية.. الطبطبائي يقول ان مجال عمل اللجنة ـ قبل الاختطاف ـ كان يشمل ازدياد ظواهر تعاطي المخدرات والخمور والتشبه بالجنس الآخر حتى يصل الى تسريحات شعر الشباب من الجنسين وملابسهم!!
عندما قرأت خبر استقالة النائبين هايف والطبطبائي من لجنة لَظَسْ هذا الاسبوع، لا ادري لماذا قارنتهما بحدث ايكولوجي طبيعي حدث على شواطئ جنوب افريقيا منذ عدة ايام وهو جنوح عدد كبير من الحيتان من دون سبب معروف الى الشواطئ الجنوب افريقية معرضة نفسها للهلاك او الانتحار!
«حيتاننا النيابية اللظسية» جنحت منتحرة على شاطئ الارادة المقابل لمجلس الامة، لأنها لا تؤمن بالتعايش مع الرأي الآخر، فهي تؤمن بمقولة واحدة مفادها «يا هذا المركب يا ما أركب»!!
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.