بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يمــوت الإنسـان وهو حــي ..
ليس بالضرورة أن تلفظ أنفاسك
وتغمض عيلا ويتوقف قلبك عن النبض
ويتوقف جسدك عن الحركة كي يقال.
أنْك فارقت الحياة
فبيننا الكثير من الموتى
يتحركون
يتحدثون
يأكلون
يشربون
يضحكون
لكنهم موتى..يمارسون الحياة بلا حياة....
فمفاهيم الموت لدى الناس تختلف
*فهناك من يشعر بالموت حين يفقد إنسانا عزيزا
و يُخيل إليه أن الحياة قد انتهت
وأن ذلك العزيز حين رحل
أغلق أبواب الحياة خلفه
وأن دوره في الحياة بعده قد انتهى.
*وهناك من يشعر بالموت حين يحاصره الفشل
من كل الجهات ويكبله إحساسه بالإحباط عن التقدم
فيُخيل إليه أنّ صلاحيته في الحياة قد انتهت
وأنّه لم يعد فوق الأرض ما يستحق البقاء من أجله..
*والبعض تتوقف الحياة في عينيه في لحظات الحزن
ويظن انه لا نهاية لهذا الحزن وأنه ليس فوق الأرض
من هو أتعس منه فيقسو على نفسه
حين يحكم عليها بالموت بلا تردد
وينزع الحياة من قلبه ويعيش بين الآخرين
كالميت تماما..
فلم يعد المعنى الوحيد للموت
هو الرحيل عن هذه الحياة
فهناك من يمارس الموت بطرق مختلفة
ويعيش كل تفاصيل وتضاريس الموت
وهو ما زال على قيد الحياة..
فالكثير منا..
يتمنى الموت في لحظات الانكسار
ظنا منه أن الموت هو الحل الوحيد
و النهاية السعيدة لسلسلة العذاب
لكن..
هل سأل احدنا نفسه يوما:
ترى..ماذا بعد الموت؟
نعم..
ماذا بعد الموت؟
حفرة ضيقة
وظلمة دامسة
وغربة موحشة
وسؤال..وعقاب..وعذَاب
إما جنه..أو نار.
فهم .. كانوا هنا..
ثم رحلوا..
غابوا ولهم أسبابهم في الغياب
لكن الحياة خلفهم ما زالت مستمرة
فالشمس ما زالت تشرق
و الأيام ما زالت تتوالى
و الزمن لم يتوقف بعد
ونحن ما زلنا هنا..
ما زال في الجسد دم وفي القلب نبض
وفي العمر بقية فلماذَا نعيش بلا حياة
ونموت... بلا موت؟
وإذا توقفت الحياة بأعيننا فيجب أنْ لا تتوقف في قلوبنا
فالموت الحقيقي هو
موت القلوب...