كريس فيربل/ رئيس طهاةنشاهد من المغرب قصة لم نجد لمحتواها تفسيراً كما لم يجد الآخرون، طفل تحدث الألمانية بدون أي معلم منذ أن نطق الأحرف الأولى ونشاهد من مصر تقريراً عن وجود ملايين الأطفال في سوق العمل ونتطرق إلى أبرز العوامل التي تدفع الأطفال بعيداً عن مقاعد الدرس ونتحدث من استراليا عن خدمات تقدم لكبار السن وبرنامج إنساني للعناية بهم ومواكبة احتياجاتهم، أهلاً بكم إلى أولى فقرات هذه الحلقة، يسميها البعض خوارق ويعتقد المؤمنون بتناسخ الأرواح أنها تعود إلى ما يؤمنون به ونحن نقول لله في خلقه شؤون، طفل مغربي وُلد يتحدث اللغة الألمانية بالفطرة دون أن يتعلم حرفاً واحداً منها على يد مدرس، والداه مسلمان مغربيان لم يسافرا يوماً إلى ألمانيا، لهذا الطفل أمنية واحدة فقط وهي أن يصبح يوماً رئيساً لألمانيا، حقق الله أمنياتكم، تقرير حسن الراشدي.
طفل مغربي يتقن الألمانية بالفطرة
[تقرير مسجل]
عثمان- الطفل المغربي الذي يتقن الألمانية بالفطرة: مرحباً بكم أسمي عثمان وعمري عشر سنوات وأعلم لماذا أنتم هنا، تريدون أن تعرفوا كيف تعلمت اللغة الألمانية.
حسن الراشدي: لا يصدق كثيرون أن عثمان يتحدث الألمانية بطلاقة منذ أن كان في الثالثة من العمر رغم أنه مولود في مدينة مكناس المغربية ورغم أنه لم يزر ألمانيا أو يتعلم هذه اللغة على يد مدرسين، كما لا يعرف والده حرفاً واحداً من هذه اللغة، فهما مغربيان أب عن جد ولم يغادرا المغرب يوماً إلى أي جهة، لكن عثمان الذي يتقن الألمانية بالفطرة لا يستطيع كتابتها، حكاية أغرب من الخيال ولكنها حقيقة كما سنشاهد ونسمع.
محمد تغبولا- والد الطفل المغربي الذي يتقن الألمانية بالفطرة: عندما بدأ ابني يكبر وبينما كان يلعب يوماً في حديقة البيت جاءني صديق تاجر من ألمانيا وبينما كان يهم بمغادرة البيت اكتشف أن عثمان يلاعب حيواناته ويخاطبها باللغة الألمانية، استغرب الرجل وأخبرني أن ابني يتحدث الألمانية، حينها انشغل بالي وبال أمه بهذه المسألة لأننا لم نكن نعرف أصل اللغة التي يتحدث بها.
حسن الراشدي: هواجس أسرة عثمان كانت قد بدأت عندما بلغ الثالثة من العمر وهو السن الذي يبدأ فيه الأطفال بلفظ الكلمات باللهجة السائدة في محيطهم.
والدة الطفل عثمان: لم نكتشف السر إلا عندما أصبح عثمان في الثالثة من عمره، حين نطق أولى الكلمات كنت أعتقد أنه لا يتحدث بطلاقة لصغر سنه لكن وبعد بلوغه الثالثة تأكدت تماماً أنه يتحدث الألمانية.
حسن الراشدي: بدأ عثمان في آخر مراحل حبوه يتمتم بألفاظ غريبة على مسامع والديه، رطنه كان بعيداً عن العربية أو الأمازيغية التي يتحدث بها والده، بدأ القلق يدب في صفوف الأسرة والأهل وبدأت الحيرة والخشية من أن يكون عثمان مصاباً بإعاقة في النطق أو بدرب من الهذيان، كان هذا أقصى ما ذهب إليه تفكير الوالدين في ذلك الحين، بتلك اللغة الغريبة على مجتمعه وأهله كان عثمان يخاطب محيطه الإنساني ويخاطب كلبه وفراخه والقطط التي أحبها وأحبته، وحدها الحيوانات كانت تفهم ما يريد وتمتثل لأوامره، ذات يوم وبعد أن بلغ عثمان ربيعه الرابع حدث ما لم يكن في الحسبان.
والدة الطفل عثمان: ذات يوم وبينما كانت حافلة للسياح متوقفة بالقرب من بيتنا قصد زوجي ركابها وسألهم إن كانوا من ألمانيا ثم طلب منهم أن يتحدثوا إلى عثمان للتأكد من أن ما ينطق به هو اللغة الألمانية، شرع عثمان بالتحدث إلى السياح الألمان الذين دهشوا بمستواه اللغوي ولم يصدقوا أنه من أبناء المغرب وأنه لم يعش في ألمانيا يوماً، إحدى السائحات اتهمت زوجي بالكذب وقالت له هذا مستحيل، لكنه قال لها هذا من عطاء من الله.
حسن الراشدي: بعد أن تأكد الأب من هذه الرواية حمل ابنه إلى الرباط وطلب مقابلة السفير الألماني، فماذا حدث في اللقاء وما بعده؟
"
السفير الألماني في الرباط اعتنق الإسلام وغادر المغرب بعد زيارة الطفل عثمان إلى السفارة الألمانية
"
محمد تغبولا
محمد تغبولا: السفير الألماني سأله خلال اللقاء أين تعلمت اللغة الألمانية؟ فكان عثمان يجيب بإشارة إلى السماء وكان يعني من عند الله ويردد غوت غوت ورغم اندهاش السفير فقد واصل الحديث الذي استمر زهاء ساعة، ثم سأله في الختام عثمان ماذا تريد أن تصبح في المستقبل؟ رد عليه عثمان أريد أن اصبح رئيساً لألمانياً وقبل عشرة أيام عدنا لزيارة السفير الألماني في الرباط لكنهم أخبرونا أنه اعتنق الإسلام وغادر المغرب وأن إسلامه جاء على يد عثمان.
حسن الراشدي: ولكن حكاية هذا الطفل لا تزال تتفاعل وتستمر.
محمد الخوا- مدير المدرسة التي يدرس فيها الطفل عثمان: كانت لي قريبة أستاذة مبرزة باللغة الألمانية، درست في ألمانيا، جاءت في زيارة إلى مدينة مكناس، بمجرد ما سمعت النبأ أخذت التلميذ أخرجته من فصله وذهبت به إلى بيتها، دخل الطفل عند الأستاذة وبدأ يتحدثان باللغة الألمانية، استمر الحديث قرابة نصف ساعة وأنا أشاهد ولا أعرف ما يجري بينهما، في آخر الأمر صاحت الأستاذة وقالت (كلمة بلغة اجنبية) .. يعني هذا غير ممكن هذا مستحيل، وضعت يدها هكذا على رأسها، من خلال هذه الشهادة أن هذا الطفل هو معجزة.
حسن الراشدي: أقحمنا الطفل المعجزة عثمان في طاولة من حولها ألمان وناطقون بالألمانية فكانت هذه النتيجة.
الطفل عثمان: من أين جئتم؟
مترجمة ألمانية- الرباط: من ألمانيا.
الطفل عثمان: أه من فرانكفورت، هذا شيء جميل.
مترجمة ألمانية: من علمك اللغة الألمانية؟
الطفل عثمان: لا أحد.
مترجمة ألمانية: هل هذا كله من عند الله؟
الطفل عثمان: نعم إنه من عند الله.
مترجمة ألمانية: هل تعرف على سبيل المثال إذا كان والداك يعرف أول كلمة نطقت بها بالألمانية؟
عثمان: لا.. لا أعلم ولا أتذكر.
مترجمة ألمانية: إنني وجدت لغته الألمانية سليمة جداً رغم أنه لم يلتق قط بمَن يتحدث معه الألمانية، إنه يتحدث جيداً، من الصعب تصديق ذلك ولكنني أصدق، فما قاله هو الحقيقة.
بدر الوزاني- مرشد سياحي من المغرب: هذه موهبة من عند الله لأن الناس ما يمكنش ينطقوا بهذا الكلام هذا ولكن إحنا شفناه وعشناه وسمعناه وكان كلنا نقول الجميع بأن الطفل عثمان يتكلم لغة ألمانية سليمة ممتازة.
مصطفى الحمزاوي- مدير فندق بالرباط: أول ما جه تفاجأت لما شفته يتكلم باللغة العربية.. باللغة الألمانية الفصحى.. يعني الفصحى أقول فصحى لأنها بالنحو ديالها وبالتركيب ويمكن نقول أكثر من الناس اللي تعرف.. اللي تعلموها في ألمانيا وفي معاهد كبرى، ألمانية كألماني بالنحو ديالهم كيف يقولوا (
حسن الراشدي: القصة اللغز تظل مطروحة على علماء النفس وعلماء الدين والاجتماع والمختصين ليعطوا تفسيراً واضحاً ومحدداً لظاهرة كهذه، ظاهرة حقيقتها أغرب من الخيال ولله في خلقه شؤونه،