تاج التفوق
أهلا بكم أحبابا ووإخوانًا وأصدقاء
تاج التفوق
أهلا بكم أحبابا ووإخوانًا وأصدقاء
تاج التفوق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحبا بك يا زائر فى منتدى تاج التفوق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول


 شاركنا جهود التطوير لا تشاهد وترحل

 



 

 لم يمت أحدٌ الليلة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
slogen
صاحب/ة التاج
صاحب/ة التاج
slogen


عدد المساهمات : 4283
نقاط : 11079
تاريخ التسجيل : 30/03/2009
الموقع : فى قلب من احب

لم يمت أحدٌ الليلة Empty
مُساهمةموضوع: لم يمت أحدٌ الليلة   لم يمت أحدٌ الليلة Emptyالإثنين سبتمبر 14, 2009 10:35 pm

.
أنْ تدجَّن ، أن تعود كائنا اعتياديّا ، كالآخرين ، ..
الرعاع ، الرُعناء ، منْ حين يجدون جسداً وفراشاً وطعاما ، ..
يركلون الأديان والقيم والحضارات ، ويلعنون الذين لن يناموا أو يموتوا تلك الليلة ..

أن تصبح مشفقاً على جلّادك ، حنيّاً ، ..
حانياً عليه ، رؤوفاً بيده الساقطة بالسوطِ على ظهرك ، ..

أن يحزنك سهره من أجل التخطيط للقضاء عليك ، أنْ تودّ لو نام ، ..
تبتهل إلى الله أن يفرّج همّه ، يزيل غمّه ، واللذان بالطبع .. ليسا سواكـ


أن تروّض ، أن تغدو كلباً مسنّا ، خنزيراً بلا أنياب حادّة حتى ، ..
حماراً هرماً ، تعاقبت عليه الركوبات والأسفار ، أن تغدو ديكاً أبحّا أعرجاً مريضا ، ..

أن تفكّر على هيئة: ما الذي حصّلت ، لا ماذا ستحصّل ، ما الذي بقي ، ..
ما الذي يمكن أن أنجو به ، أن تنسى المكاسب ووفرتها ، لتفكّر كيف تقلّل خسائرك الوفيرة ..

هذا هو ما منحتنيه هذه المدينة اليوم ، ..
لقد توجّهت إلى الله ، توجّهاً قطيعيّاً ، حتى الدعاء .. لا بدّ أن يكون معهم.

لم أستشعر أنّني أرتّل الدعوات لسيّدي "وليّ الأمر" ، ..
أنّني أمدّ يديّ مع بقيّة الخانعين ، توسّلا إلى الله ، ..
أن يهب أولئك الذين لا يملكون الوقتَ ليدعوه ، أن يمنحهم ما يريدون.

إنّهم هنا ، يدعون لهم بوفرة ، إنّ كبار مفسدي المدينة هنا وصالحيها ..
لا يطيقون أن يمدّوا أيديهم إلى أحدٍ ، ولو كان الله ..
لذلك ، لديهم الكثير من الأبواق المأجورة ، ممن يشغلون وظيفة معقّبين بينهم وبين الله ، ..
بينهم وبين مخطّطاتهم في الجنّة ، بينهم وبين حجز مقاعدهم في الفردوس الأعلى. وتجهيز إقامات أعدائهم ، مخالفيهم في دهاليز الجحيم ..
والبلد هذا ، المدينة هذه خصوصاً ، ..
وأخرى غيرها ، تهبهم الكثير من هذه الفئات.

هذه الظهيرة ، لعنتني كثيراً ، ..
أحسست برغبة في أن أقول: آمين ، بخشوعٍ غير ذي ثورة ، ..
كالذي "كان" ينتابني كلّما صاح بوق: أعن وليّ أمرنا. أن أصرخ بداخلي: أعنه علامَ ، ..
على ذبحنا ، سحلنا ، قتلنا ، نهبنا ، غصبنا ، محوِ أمرنا ، علامَ يعينه أيها الرجس المرجوس ..

هذه الظهيرة ، كدت أقول آمين ، كدت أساير المسجد الضاجّ بالخشوع الرسميّ المفتعل ، ..
تحت برودة التكييف الأمريكيّ ، على الموكيتِ الصينيّ ، أن أقول له: أعنه ، نعم أعنه ، دون أن أسأل ، أن أصرخ: علامَ يعينه ..
بالصدق ، لم أقل: آمين ، إلا أنّ المُرْبك ،
أنّني لم أقل: لا ، لا ، أيها البوق اسكت ، انكتم أيها البوق ، هذه المرّة
.. اكتفيت بالصمت !


الصمت ، لشاهد الجريمة .. جريمة !
هكذا ، وإلا فإنّ الخيانة تُسربل كلّ الأسوياء ، ..
من يعرف القاتل ، ويرى دم المقتول ، ثمّ يصمت .. ينبغي أن يقتل ، أن يسحل ، ..
أنّه يحبّ أن تشيع الغيلة في البشريّة ، إنّه يتستّر ، إنّه يرعى الجريمة ، يباركها في المدينة !

لا تصمت يا رفيق ، اصرخ ، نادِ على أيّ أحد ، أومئ على الأقلّ ، ..
أن تصمت ، وأنت تعرف الحقيقة ، ألعن ألف مرّةٍ من أن تصرخَ بالباطل !

هذه المدينة ، تشعرني بالتدجين ، بالمظهريّة ،
بالثياب المنشّاة ، بالوجوه الزائفةِ المزوّقة ، بالمراكب الفارهةِ جوار
الأقدام الحافية ، ..

بالشمس على الوجوه .. بينما يخيّم الظلام في
القلوب ، إنّها تمنحني كتلة من الإسمنت على قلبي ، تزفّت مسارب روحي ،
ترصف دروب صدري ، ..

تحيل ثقافتي السخيفة ، لسجائرَ من فئة هابطة ،
لمنفضة ، لمناديل غير صالحة للاستخدام ، لأوراق صحف مهترئة ، لعبوّات
فارغة ، تضجّ ، ولا تمتلئ بشيء !


الجمعة هذه ، تشعر أنّكَ لا تساوي شيء ، ولا بصقة حتّى ، ..
ولا ذبابة بقدم وحيدة ، ولا وحيداً بلا قرنٍ ولا مأوى ، تشعر بكونك زائداً على العالم ، ..

لم ترد فلسطين في قائمة الدعاء الأخير من الخطبة ، سوى آخرا ، لقد جعلوها في الذيل ، ..
حتى في الخطبة يتذكّرها الإمام/البوق/جهاز التسجيل أخيراً ، بعد أن يدعو الله برخص الأسعار ، وتوفير الخبز والأرزّ ، ..
وفتح المطارات ، والحجوزات من أجل قضاء إجازة ممتعة في سهول النمسا ، قال له ، لله: والقدس .. إنّها جيّدة !

هذه المدينة .. مترعة بالخنوع ، ..
كلّ شوارعها موحلة بالجبن والكبرياء
أرذل أمرٍِ .. أن تكون جباناً مستكبرا !

أن تكون جبانا .. رذيلة ، أن تكون متعالياً بجبنكَ .. أرذل منها ، ..
أن تجمع الرذيلتين .. هو أن تكون قاطنِ ذي المدينة ، ثم ترضى ما رضيه أهلها لأنفسهم.

الجبن والكبرياء ..
أمثولة النعاماتِ الهزيلة !

النظّارات السوداء ، تخفي الأعين ، لكنّها تكشف زيف القلوب ..
تكشف خنوعاً يطوّق كلّ شيء ، كلّ شيء هنا ، يمتزج بالخنوع ، لقد تعب الذي ظلّ يمزجه بهم كثيرا !

يخافونَ الآخرينَ ، أن يشهدوا الخنوع ، أن يبصروه يترقرق في أعينهم ، ..
والعمالة المنسحقة بالحرّ والعبوديّة ، تدعو الله كذلك: آمين ، ..
تؤمّن على مزيد من عبوديّتها وانسحاقها واستغلالها ، ..

أي الأديان هذا الذي يحيل إنساناً ينام بقدر عمل إنسان آخر ، ..
ثمّ يأخذ النائم عشرة أضعاف العامل القائم في الحرّ والظهيرة والعناء وذكريات العائلة البعيدة ، ..
يسأل المعلّم الطفلَ أين أبوك ، فيردّ: هناك .. في بلد الحرمين الشريفين ، يتنهّد الفصل أجمع ، أمنيةَ أن يكونوا كلّهم هنا ، ..
أرجوكم .. لا ، لا ، لا تأتوا ، يكفيني عذابا !

هذه الجمعة ، ..
مرّ الإمام على الكثير ممّا يهمّ الأمّة في هذا
الصيف الملتهب ، التكييف ، المنتجعات ، السفرات والإقامات ، الولائم
والزيجات ، الدعوات والنجاحات والسقوط ، ..

طالبهم أن لا يرهقوا ظهر الحكومة باستخدام
التكييف كثيرا ، طالبهم أن لا يشغلوا أسطول الحكومة الجويّ بالسياحةِ
مديدا ، طالبهم أن يشجّعوا السياحة الداخلية ، ..

اليوم ، اكتشفت أنّ من مهمّة الخطيب أن يكون
مروّج بضائع ، أن يكون موظفاٌ من وزارة السياحة والآثارِ والدعاية
والإعلانِ والكهرباء ، من أي مكانِ ووزارة ، ..

إلا أن يكون من وزارة الشؤون الإسلاميّة
والأوقافِ والآثار ، لأنّ بلدان السياحة التي حضّ عليها ، لم يكن بينها
بلدٌ إسلاميّ واحد ، إلا إن قصد بمدريدَ .. قرطبة !


أيتها المدينة المدجّنة ، أدرك أنّي طفل ، غريبٌ ، ووحيد ، أعرف حجمي ، ..
لكن أقسم لكِ ، لو وضعتِ يدكِ على كتفي مرّة أخرى ، كي أستقيم في طابور خانعيك ، لأقطعنّها ، ..
أرجوكِ ، ما تعوّدت رتابةَ الطوابير أبداً ، مذ عرفتُ أنّ بغدادَ ، تسمّى مدينة السلام – سابقا - !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nahdaa2.ahlamontada.net
 
لم يمت أحدٌ الليلة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
تاج التفوق :: عذب الشعر والنثر والخواطر-
انتقل الى: