قال تعالى في سورة القدر :{ إنا أنزلناهُ في ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر *سلامٌ هي حتى مطلع
الفجر }..
وقال صلى الله عليه وسلم (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه )..
http://www.3rbsc.com/vb/redirector.php?do=nodelay&url=http%3A%2F%2Fwww.way2gana.net%2Fsup%2Febky%2Fagamy.ram
وسميت بليلة القدر : لعظم قدرها وشرفها . استحباب طلبها ويستحب طلبها في الوتر ، من العشر الأواخر من رمضان ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في طلبها في العشرة الأواخر
أخرج الشيخان ، عن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ) أخرجه البخاري ومسلم . قال ابن حجر في الفتح – بعد أن أورد الأقوال الواردة في ليلة القدر- : وأرجحها كلها ، أنها في وتر من العشر الأخيرة ، وأنها تنتقل كما يفهم من أحادث هذا الباب .. وأرجاها أوتار العشر ، وأرجى أوتار العشر عند الشافعية ، ليلة أحدى وعشرين ، أو ثلاث وعشرين ، على ما في حديث أبي سعيد وعبدالله بن أنس .. وأرجاها عند الجمهور ، ليلة سبع وعشرين
قال العلماء : الحكمة في إخفاء ليلة القدر ، ليحصل الآجتهاد في التماسها ، بخلاف ما لو عينت لها ليلة لأقتصر عليها . قيامها والدعاء فيها روى أحمد ، وأبن ماجه والترمذي ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله ! أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ، ما أقول فيها ؟ قال قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني
إن ليلة القدر ليلة عظيمة شريفة تعددت الأحاديث في تحديدها ، لحكمة جليلة يعلمها الله عز وجل ، ولعل ذلك لكي يجتهد العباد في مثل هذه الليالي للفوز بأجر هذه الليلة المباركة ..
إن المؤسف والمؤلم في مثل هذه الليالي
ما نسمع به من مفسري الرؤى حول تحديد ليلة القدر والتي سببت توتر في حياة بعض العامة الذين يرعون لمثل هذه التفسيرات
، ففي أحد الأعوام الماضية جاءني رسائل جوال تذكر بالاجتهاد في ليلة الواحد والعشرين لأن المفسر الفلاني فسر بأن ليلة القدر في تلك الليلة ، وجاءني رسالة في اليوم التالي بأن أحد المفسرين ذكر بأن ليلة القدر في اليوم الثالث والعشرين ، ثم رسالة أخرى تقول بأن ليلة القدر في الليلة الخامسة والعشرين وهكذا حتى آخر الشهر !!!
والآن ! نسمع لمن ؟
ما السبب في تعدد الرؤى من المفسرين ؟
ألا يعلموا بأن هذا مدعاة للفتور والتقاعس في ليالي العشر المباركات ؟ ألا يعلم الناس بأن
الإذعان لمثل هذه الرؤى مضيعة للوقت وتجاهلا لسنة الاجتهاد وتحري ليلة القدر ؟ ألا يعلم المفسرين بالحكمة من رؤيا الرسول لليلة القدر ثم نسيانها كما في صحيح مسلم ؟
لا شك بأن أمر الرؤيا كان منتشرا في زمن الصحابة ولكن الرسول لم يفسر رؤياهم بليلة واحدة ، فكان رده على من رأوها في السبع الأواخر (أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر ، فمن كان متحريها فليتحراها في السبع الأواخر) رواه البخاري ومسلم..
وهذا دليل على عظم قدر الرؤيا ، إلا أن تفسير الرؤى إذا كان مبالغا فيه ، وخصوصا مع انتشار القنوات الفضائية التي تختص بتفسير الرؤى مظنة للتلبيس على الناس .
إنه ينبغي على من أتاه رسالة جوال أو إيميل تبين بتحديد ليلة القدير، أن لا يسعى في إرسالها لأنه بذلك يحث على الخير ولكن بشكل غير صحيح وموثوق ، وكذلك هذا دعوة للناس إلى التقاعس وعدم الاجتهاد ، فمن رحمة الله بنا أن حصر لنا هذه الليلة في عشرة ليال ، فكيف لو كانت في العام كله ؟! فلنجتهد ولنبتغي هذه الليلة في العشر الأواخر وبالأخص الأوتار كما وجهنا بذلك عليه الصلاة والسلام ..
ومضة ..
تحري يوم خير من ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر مدعاة للعمل والاجتهاد في كل ليالي العشر ..
دعاء ..
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ، وجلاء أحزاننا ، وذهاب غمومنا ، وقائدنا ودليلنا إلى جنات النعيم ..
اللهم ارزقنا تلاوته وتدبره وفهمه ..
اللهم اجعله شفيعنا لنا يا رب العالمين ..