نقلا عن موقع إسلام أون لاين
========================
بعد أن غزت المنتجات الصينية العالم العربي والإسلامي ووصلت لصناعة سجاجيد الصلاة وفانوس رمضان، نجح الصينيون بمناسبة عيد الفطر المبارك في أن يدخلوا إلى الأسواق المصرية كعك عيد "صيني" رغم أنه عادة مصرية قديمة.
وتزامن اختراق الكعك "صيني" للأسواق المصرية، مع طرح هيئة المواصفات والجودة المصرية شروطا لسلامة كعك العيد والتي يطلق عليها مواصفات الجودة القياسية "الأيزو".
المهندس الزراعي عبد الصبور أحمد أبو الليل قال في رسالة بعث بها لصحيفة "أخبار اليوم" المصرية السبت 22 -10 - 2006 :" ظهرت في بعض محلات الحلويات بالقاهرة تقليعة جديدة وهي "الكعك والبيتفور والبسكويت الصيني"، مشيرا إلى أن سعر كيلو الكعك الصيني – شأن كل السلع الصينية - ارخص من الكعك المصري بمراحل.
وأوضح أن سعر الكعك المصري يبلغ ما بين 15 –35 جنية للكيلو ( 3- 6 دولار) في حين قال تجار أن الصيني يباع بسعر 10 جنيهات للكيلو ( نحو دولارين).
عدد من التجار المصريين لم يبدوا استغرابهم من هذا الأمر في تصريحات خاصة لإسلام أون لاين.نت اليوم الاثنين، وقال أحدهم أن :" كل شئ وارد من الصينيين الذين غزوا الأسواق المصرية بكل شيء وينافسون المنتجات المصرية بما فيها سجادة الصلاة وحتى كعك العيد وفانوس رمضان الذين يشتهر بهما المصريون تاريخيا".
15 مليون دولار سنويا
وعن حجم الإنفاق السنوي في مصر على استهلاك الكعك ، فإنه رغم أن الإحصاءات تتضارب بسبب توزيع الإنتاج بين المنازل والمصانع والمخابز الكبرى، إلا أن التقديرات غير الرسمية تشير إلي ارتفاع تكلفة الإنفاق علي الكعك هذا العام لحوالي 15 مليون دولار بسبب ارتفاع أسعار خامات إنتاج الكعك.
وبحسب تقديرات دراسة رسمية سابقة لإدارة البحوث بالغرفة التجارية المصرية فإن حجم استهلاك المصريين من الكعك في العيد عام 2002 بلغ 56 ألف طن كعك بتكلفة 560 مليون جنية مصري (نحو 12 مليون دولار)، مقارنة بـ 474.4 مليون جنية في عام 2001.
وتكشف التقديرات غير الرسمية عن تراجع إنتاج المصريين للكعك في المنازل سنويا مقارنة بالذي تنتجه محال الحلوى ومصانع المخبوزات، حيث وصل حجم الإنتاج العائلي هذا العام حوالي 33.8% مقابل 66.2% حجم إنتاج الشركات والمصانع.
كعك بالأيزو
ومع تراجع إنتاج الكعك في المنازل وتزاحم المصريون علي محال بيع الحلويات لشراء كعك في العيد، طرحت هيئة المواصفات والجودة المصرية مواصفات للجودة "إيزو" طالبت المصريين بالتنبه لها عند شراء الكعك.
وفي مقدمة مواصفات الجودة والسلامة التي حددها للدكتور محمود عيسي رئيس هيئة المواصفات والجودة لصحيفة "الأهرام" المصرية استخدام مياه نقية صالحة للشرب ومكونات طازجة من الألبان والبيض والزبد والزيوت والسكر, وأن تكون المواد المضافة كمكسبات للطعم والرائحة مصرحا باستخدامها غذائيا، أما الدقيق فيجب أن يكون من النوع الفاخر.
وشددت الهيئة علي وضع بيان بالمكونات واسم المنتج وعنوانه، واشترط البيان في حالة استخدام السمن أو الزبد الطبيعي في الإنتاج, أن يتم استخدام هذه الخامات بنسبة 100%، وعندما يتم استخدام دهون أخري مسموح بها, يجب كتابة اسم الدهن ونسبته في بطاقة بيان العبوة, وفي حالة المخبوزات المستوردة, لابد من كتابة بلد المنشأ واسم المستورد, كما يجب أن يعبأ المنتج في عبوات تكفل حمايته والحفاظ عليه من التلوث.
وبينما يؤكد رئيس هيئة المواصفات والجودة على ضرورة استخدام السمن الطبيعي البلدي البقري والجاموسي في صناعة الكعك، تزدحم المحطات التلفزيونية المصرية بعشرات الإعلانات عن أنواع السمن النباتي "زيت النخيل" التي يضاف لها معطرات وطعومات وروائح السمن البلدي ويقل سعر هذه الأنواع عن أسعار السمن البلدي الطبيعي بنسبة 75% من السعر.
ويأتي دخول الكعك الصيني إلى الأسواق المصرية رغم أن الكعك عادة مصرية تعود إلي الفراعنة وهم أول من عرفوا الكعك؛ حيث كان الخبَّازون في البلاط الفرعوني يحسنون صنعه بأشكال مختلفة بلغت 100 شكل نُقشت بأشكال متعددة على مقبرة الوزير "خميرع" في الأسرة الـ18 بطيبة وكان يُسمى بالقرص.
وفي الصين يعد كعك "يويه بينغ" طعاما لا غنى عنه بالنسبة للناس في الصين عند تمتعهم بالبدر خلال ليلة عيد منتصف الخريف ، وهي علي شكل البدر ومحشوة بالسكر ومربي التمر الصيني والفول الأحمر وبذور اللوتس،ويضيف لها الأغنياء صفار بيض البط والفواكه وزبدة الكاكاو وغيرها.
ويشتهر هذا الكعك أيضا لدي الصينيين باسم "كعكة القمر" وهي القاسم المشترك في أي احتفال بهذا العيد التقليدي، ليس فقط لطيب طعمها وجمال شكلها وإنما أيضا لمحتواها الثقافي والفني ، حيث ترجع عادة تناول كعك القمر إلى نحو ألف عام تقريبا، وهي ذات علاقة وثيقة بثقافة وتاريخ الصين.