السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الداعي إخواني الكرام00 أخواتي الكريمات لكتابة هذا الموضوع
هو أمر جعلني أبحث عن هذا الحديث لرسولنا الكريم صلى الله عليه
وسلم :
{ إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة }
[ رواه الطبراني ]
وهذا ما كان قبل يومين ، اتصل بي صديق قديم قائلا : أنا في
حاجتك الآن ، وذهبت من فوري ، فوجدته في حالة لا أستطيع لها
وصفا ، رجل في حالة ذهول ،يردد بشكل متكرر اسم ابنته التي لا
زالت على سريرها ، بنت في السابعة والعشرين من العمر ،
لبست ثيابها لتمضي إلى عملها ، ذهبت لها أمها لتستعجل أمرها ،
فوجدت أن ربها سبحانه قد اختارها إلى جواره 0
وبالأمس كنت في زيارة صديق آخر ، قضيت مع هذا الرجل
سنوات عدة متجاورين في دولة قطر ، وكان بالإضافة إلى
عمله يؤم المصلين في المسجد وهو الخطيب أيضا ، وجاءت ابنته
في العشرينات من العمر لتطرح السلام، وقالت لي : أتذكر يا
عماه 00 وذكرت بعض الحوادث التي تدعو للابتسام ، فضحك
أبوها وضحكنا ،واليوم اتصل أبوها باكيا ، فصرت أقسم عليه أن
يتكلم : قال : ماتت إيناس وهذا اسمها 00
نحن مؤمنون بأن الموت سوف يدق باب كل منا ، وكلنا نقف
في الطابور ننتظر تلك اللحظة ، ولكنها المفاجأة ، الأمر
يجعل الواحد منا يتذكر نبينا الحبيب إذ أن هذه الحوادث
تشهد له صلى الله عليه وسلم أنه رسول فكل كلمة نطق
بها هي وحي من الله تعالى ، لا يمكن لأحد في زمن النبي
صلى الله عليه وسلم أن يتصور أنه سيأتي المفاجيء إلا إذا
كان متصلا بالوحي ، كما يحثنا على الاستعداد لهذه الساعة
الآتية لا ريب فيها ، فاعفوا وصافحوا وأحسنوا ، وانزعوا
ما في قلوبكم من حقد وضغينة ، واملؤوها بما يرضي
ربكم ، إننا وحق الله في غفلة لاهون 0
لما اتصل بي هذا الصديق كنت أجلس على الجهاز ، وقبل
أن أذهب إليه رأيت قبل أن أغلق الجهاز أن أنقل إليكم في
غمرة التأثر والألم العبرة والعظة مباشرة ، لعلي بذلك
أخفف الوطأة عن نفسي 0
لا أراكم الله مكروها
إنا لله وإنا إليه راجعون
منقول