مصر التي يقال إنها صاحبة حضارة وتاريخ وجغرافيا وتربية وطنية.. إلخ إلخ!!..
تعاني الآن من قضايا خطيرة جداً استحوذت علي اهتمامات الرأي العام، وأصبحت حديث وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، ورحنا نبحث عن أخبار هذه القضايا من رجل الشارع..
لعل وعسي يعرف شيئاً لم يصلنا من خلال وسائل الإعلام!!. وهذه القضايا.. ليس لها علاقة بالسياسة أو التوريث أو مستقبل ومصير هذا البلد أو مؤتمر الحزب الوطني الذي يرفع شعار »من أجل عينيك عشقت الهوي«!. القضايا التي تشغل اهتمام الرأي العام بعيدة تماماً عن هذه الملفات!. وليس هذا معناه..
الموضوع الأصلى من هنا: شبكة عدوية الاسلامية http://www.adaweya.net/showthread.php?t=23644
أن الرأي العام مشغول بقضايا الفقر، ورفع الأسعار، ورغبة الفلاحين في تبوير الأراضي الزراعية بعد الخسائر الضخمة التي تعرضوا لها!. وليس مشغولاً أيضاً بقضايا العشوائيات، إلي آخر القضايا الكارثية التي لحقت بنا في العقود الماضية!. إن الرأي العام علي رأي المثل »اشتري دماغه«، وأدار ظهره إلي هذه القضايا والملفات الشائكة..
بل أدار ظهره تماماً إلي ما يجري علي المسرح السياسي من فصول ومسرحيات!. إننا الآن في مصر.. انشغلنا بقضايا أخري، واعتبرناها أكثر أهمية!.
انشغلنا بقضية المستشار مرتضي منصور وأحمد شوبير لاعب الكرة السابق!، ورحنا نتبادل علي »الموبايلات« التسجيلات المنسوبة إلي »شوبير«، ونستفسر عن حقيقة الـ سي. دي الجنسي المنسوب إلي »شوبير«، ورحنا أيضاً نتابع صور وصول »شوبير« إلي مبني النيابة محمولاً علي أعناق أنصاره، وعشرات اللافتات المرفوعة..
والتي تقول »بالروح بالدم.. نفديك ياشوبير«!!. وضربنا أخماساً في أسداس، وتساءلنا عن أسباب هذه المظاهرة التي يقودها »شوبير« إلي النيابة؟!. ومازالت ملفات التحقيقات مفتوحة، ومازال الرأي العام مشغولاً بالمتابعة!. وهناك قضية الزج بأسماء أربعة فنانين في شبكة للشذوذ الجنسي!. حقيقة.. سي، دي »شوبير« في مقدمة الاهتمامات!.
وتوارت قضية شبكة الشذوذ إلي المرتبة الثانية من الاهتمامات!!. وطبعاً.. هناك قضية مباراة كرة القدم بين فريقي مصر والجزائر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم. وراحت بعض وسائل الإعلام في البلدين تدق طبول الحرب، وتخصصت برامج تليفزيونية في إشعال نار الفتنة بين الشعبين الشقيقين!.
وطبعاً.. استحوذت هذه القضية علي اهتمامات الرأي العام، انشغلنا بتشكيل الفريق، وتصريحات الأستاذ حسن شحاتة المدير الفني والبدلة الخضراء التي سوف يرتديها حازم الهواري تيمناً بانتصاراتنا في أفريقيا بفضل ارتدائه هذه البدلة..
انشغلنا بهذا وأيضاً بتصريحات سمير زاهر رئيس اتحاد الجبلاية التي يبشرنا فيها بالوصول إلي جنوب أفريقيا في العام القادم. والقضية الرابعة التي استحوذت علي بعض اهتمامات الرأي العام.. واقعة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر مع إحدي فتيات المعهد الأزهري التي ترتدي النقاب!. وانقسم الرأي العام بين مؤيد ومعارض، وانقسم معه المشايخ وأصحاب الرأي، وأصبحت قضية النقاب علي صدر صفحات الجرائد والمجلات، وفي مقدمة برامج »التوك. شو« علي شاشات التليفزيون!!.
والقضية الأخيرة التي تشغل اهتمام الرأي العام.. وباء إنفلونزا الخنازير الذي بدأ يكشر عن أنيابه في مصر فقط.. رغم عدم اهتمام دول العالم في أوروبا والأمريكتين بهذا الوباء، وسقوط عشرات الضحايا يومياً!!. ما هذا الذي يحدث في مصر؟!.
هل تفجير هذه القضايا يهدف إلي إسدال الستار عن قضايا أخري أكثر أهمية؟!. لا أعتقد فقد أصبح الرأي العام المصري في واد، والدولة في واد آخر، والقضايا المصيرية التي سوف تحدد مستقبل مصر في واد ثالث!!.
في انتظار ردودكم الجادة