الدمعة الخرساء – إيليا أبى ماضى
سمعت عويل النائحات عشية...... في الحيّ يبتعث الأسى و يثير
يبكين في جنح الظلام صبيّة...... إنّ البكاء على الشباب مرير
فتجهّمت و تلفّتت مرتاعة......... كالظبي أيقن أنّه مأسور
وتحيّرت في مقلتيها دمعة...... خرساء لا تهمي و ليس تغور
فكأنّها بطل تكنّفه العدى............ بسيوفهم و حسامه مكسور
وجمت ، فأمسى كلّ شيء واجما...... النور ، والأظلال ، والديجور
ألكون أجمع ذاهل لذهولها...... حتى كأنّ الأرض ليس تدور
لا شيء ممّا حولنا و أمامنا...... حسن لديها و الجمال كثير
سكت الغدير كأنّما التحف الثرى...... وسها النسيم كأنّه مذعور
وكأنّما الفلك المنوّر بلقع...... والأنجم الزهراء فيه قبور
كانت تمازحني و تضحك فانتهى...... دور المزاح فضحكها تفكير
قالت وقد سلخ ابتسامتها الأسى : ...... صدق الذي قال الحياة غرور
أكذا نموت و تنقضي أحلامنا...... في لحظة ، وإلى التراب نصير ؟
وتموج ديدان الثرى في أكبد...... كانت تموج بها المنى و تمور
خير إذن منّا الألى لم يولدوا...... ومن الأنام جلامد و صخور
ومن العيون مكاحل و مراود...... ومن الشفاه مساحيق و ذرور
ومن القلوب الخافقات صبابة...... فصب لوقع الريح فيه صفير!
l
lممكن اسمع الرد علشان اعرف اكمل القصيدة ولا لا