ماذا تعرف عن الجودة الشاملة في التعليم
لمحة تاريخية عن نشأة مفهوم الجودة:
مر مفهوم الجودة في طريقه للظهور بالعديد من المراحل التي ساهمت في بروزه وكانت المرحلة الأولى لتحديد الإنسان لمفهوم الجودة هو ما كان يقوم به عند رغبته في شراء سلعة ما من المقارنة بين هذه السلعة وأخرى من نفس النوع من ناحية جودتها ومدى ملائمتها لاحتياجاته ومن ثم يتخذ القرار بشراء السلعة التي تحقق له ذلك.wink2
ومع تكاثر الناس وظهور الصناعة واختراع الآلة التجارية تزايد عدد المصانع لتلبية احتياجات الناس فظهرت الحاجة إلى وجود مشرفين في هذه المصانع هدفهم الوقوف على جودة العمل وحسن أدائه من قبل العاملين واستخدموا التفتيش كأسلوب لضبط الجودة. ثم تم تعيين مفتشين متفرغين للتفتيش على المنتجات للتأكد من مطابقتها للمواصفات الموضوعية مسبقاً وتم إدخال الأساليب الاحصائية لمساعدتهم في عملهم.
وقــد أدى نجــاح اليابان في إنتاج منتجات صناعيـــة ذات جودة عالية وتقبلها من قبل العالم إلى سعي الشركات الأمريكية لدراسة هذا النظام ثم تبنيه بعد ذلك. ثم انتقل بعد نجاحـه أيضاً إلى مؤسسات التعليم العالي ومن ثم إلى مدارس التعليم ما قبل الجامعي.
مفهوم إدارة الجودة الشاملة في التربية والتعليم :
• في منظمة التقييس العالمية : هي عقيدة أو عرف متأصل وشامل في أسلوب القيادة والتشغيل لمنظمة ما ، بهدف التحسين المستمر في الأداء على المدى الطويل من خلال التركيز على متطلبات وتوقعات الزبائن مع عدم إغفال متطلبات المساهمين وجميع أصحاب المطالب الآخرى .
• أو هي استراتيجية إدارية مستمرة التطوير وتعمل على خلق بيئة تعليمية فعالة تسمح للمعلمين والعاملين وأولياء الأمور والمسؤلين من الحكومة وأرباب العمل بالتعاون لتوفير الموارد التي يحتاجها التلاميذ لمواجهة التحديات الأكاديمية والاجتماعية المتلاحقة وسوق العمل
• وهي كذلك: استراتيجية إدارية مستمرة التطوير تنتجها المؤسسة التعليمية معتمدة على مجموعة معينة من المبادئ وذلك من أجل تخريج مدخلها الرئيسي وهو الطالب على أعلى مستوى من الجودة في كافة جوانب النمو العقلية النفسية والاجتماعية والخلقية والجسمية لإرضاء الطالب بحيث يصبح مطلوبا بعد تخرجه في سوق العمل وإرضاءا لكافة أجهزة المجتمع المستفيد من هذا المخرج .
• وهي : تحسين وتطوير الأساليب القيادية والإدارية والعمل على إدخال التغييرات الملائمة والجديدة وإشراك كل أعضاء المدرسة في إحداث ذلك التغيير وبشكل جماعي وتعاوني بحيث يكفل إجراء التحديث والتطوير المستمر مع خلق روح المنافسة الشريفة بين المدارس للتصدي لتحديات العصر المتلاحقة وبالتالي لتأهيل كل تلميذ وإعداده بما يتناسب وقدراته ومهاراته وحاجاته والعمل على نموه بشكل متكامل ومن جميع الجوانب العقلية والجسمية والنفسية والاجتماعية وذلك لمقابلة متطلبات المجتمع وحاجات سوق العمل .
• وهي عملية توثيق للبرامج والإجراءات وتطبيق للأنظمة واللوائح والتوجيهات، تهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في عملية التربية والتعليم والارتقاء بمستوى الطلاب في جميع الجوانب العقلية والجسمية والنفسية والروحية والاجتماعية، وذلك من خلال إتقان الأعمال وحسن إدارتها .
• ويعرفها رودس 1992 Rhodes: أنها عملية إستراتيجية إدارية ترتكز على مجموعة من القيم وتستمد طاقة حركتها من المعلومات التي نتمكن في إطارها من توظيف مواهب العاملين واستثمار قدراتهم الفكرية في مختلف مستويات التنظيم على نحو إبداعي لتحقيق التحسن المستمر للمنظمة.
إن تعريف رودس يمثل إطاراً مرجعياً لتطبيق نموذج الجودة الشاملة في التربية. فالمدخلات هم ( الطلبة) والعمليات (ما يدور في داخل المدرسة) والمخرجات الطلبة المتخرجون. إن الالتزام الكلي بتطبيق الجودة الشاملة في المؤسسة التربوية يستدعي إعادة النظر في رسالة هذه المؤسسة وأهدافها واستراتيجيات تعاملها مع العمل التربوي ومعاييرها وإجراءات التقويم المتبعة فيها-ويجب التعرف على حاجات المستفيدين (الطلبة) أي ما هي نوعية التعليم والإعداد التي يرون أنها تحقق حاجاتهم وتلبي رغباهم.
• وبهذا يتبين الإطار الفسلفي والفكري لإدارة الجودة الشاملة (TQM) حيث أن هذا المفهوم يؤشر إلى ثلاث مرتكزات هادفة في هذا المجال وهي:
1. تحقيق رضا المستهلك.
2. مساهمة العاملين في المنظمة.
3. استمرار التحسن والتطوير في الجودة (السلعة أو الخدمة)