إن الأسئلة تزيل كثيراً من الخلط أو الوهم الذي قد يقع فهي الطالب ، فعند عرض المعلم لمادة شرحاً ، فإنه لا يتبين له ما إذا كانوا قد فهموا منه مادته كما ينبغي أم لا . وطريق معرفة ذلك يكون بسؤال معلمه عما أشكل عليه . والسؤال يوضح المعاني التي قصر فهم الطالب عن عقلها وتدبرها ، ويرسخ الإجابة في ذهن السائل لكونه هوالذي أبتدر السؤال ، وهو مزيل للجهل كما قال عليه الصلاة والسلام : ( فإنما شفاء العي السؤال ) والعي بكسر العينوتشديد الياء هو الحير في الكلام وعدم الضبط . كذلك في الصحاح . وفي النهاية ولسان العرب العي يكسر العين الجهل ، والمعنى أن الجهل داء وشفاؤه السؤال والتعلم . ومن أجل ذلك قلنا إنه يتوجه على المعلم أن يحث طلابه على طرح الأسئلة عليه . وقد قال بذلك معلمنا الأول صلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين .
1- عن أنس بن مالك أن الناس سألوا النبي صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه بالمسألة . فخرج ذا يوم فصعد المنبر . فقال : ( سلوني . لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم ) .. الحديث .
2- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سلوني .فهابوه أن يسألوه ، فجاء رجل فجلس عند ركبتيه فقال : يا رسولا الله ما الإسلام .. الحديث ) .
3- عن سعيد بن المسيب قال : ما كان أحد من الناس يقول سلوني غير علي بن أبي طالب ..وروينا عن الحسن : أنه كان يبتدئ الناس بالعلم ويقول : سلوني .
4- عن سعيد بن جبير قال : إنا لعند ابن عباس في بيته إذا قال : سلوني . قلت : أي أباعباس جعلني الله فداك .. الحديث ) .
ففي الآثار المتقدمة ، استحباب قول المعلم ( سلوني ) ، فإن في هذا حثاً للطلاب على طرح السؤال ، وفيه أيضاً تجرئة للطالب الخجول على سؤال معلمة ، وفيه استفادة الغير من السؤال المطروح ، وفهي معرفة المعلم مقدار تحصيل طلابه للمادة المشروحة . وينبغي ان يراعي المعلم في اسئلة الطلاب الصادرة منهم ، أن تكون ذات فائدة ، وليست من باب التعجيز ، أو السخرية أو التهكم ، فإن هذه الأسئلة وأمثالها تطرح في الأرض ولا كرامة لصاحبها .
الخلاصة :
1) السؤال يزيل غشاوة الجهل ، ويصحح المعاني والأفكار .
2) ابتدار المعلم طلابه وحثهم على طرح السؤال فيه فوائد منها :
أ) تقسيم حالة طلابه من حيث الفهم .
ب) دفع الطالب الخجول وتجرئته على طرح السؤال .
ت) استفادة الطلاب الآخرين عند سماع الإجابة .
ث) ـ تقديم المعلم لنفسه ، ومراجعته لطريقة عرض لمعادته ،عندما يتضح له من خلال الأسئلة ، عدم فهمهم كما ينبغي .
3) رد الأسئلة التعجيزية ، أو الأسئلة الساخرة ، وتوبيخ قائلها