أعظم قصة حب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حاولنا المرة اللي فاتت نتكلم عن اعظم قصة حب ... حبنا للنبي صلى الله عليه وسلم

طب تعالوا نشوف المرة دي إزاي ربنا سبحانه وتعالى أحب النبي وإزاي النبي صلى الله عليه

وسلم كان بيحب ربنا وشكل علاقة الحب المتبادلة دي كان أيه

نشوف ازاي ربنا أحب عبده ..وازاي اظهر له هذا الحب ..فرفع ذكره في العالمين ..
.
وجعل اسمه مقترن باسمه (لا إله الا الله ..محمد رسول الله )..

وخلانا نسلم عليه في كل صلاة عند التشهد (السلام عليك ايها النبي ..ورحمة الله وبركاته )..

جعل حبه شرط لكمال ايمان كل مسلم ..جعله شفيع لكل الخلائق يوم القيامة ..

ومع ذلك لم يغتر الحبيب_صلي الله عليه وسلم _..ولم يري نفسه أبدا..

ظل بنفس التواضع والخشوع بين يدي ربه ..كان يدعو فيقول

(اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي ، وإسرافي في امري وما انت اعلم به مني ، اللهم اغفر لي

جدي وهزلي ، وخطأي وعمدي وكل ذلك عندي )

كان يستغفر ويتوب في اليوم اكثر من سبعين مرة !!..طب بيستغفر ليه وهو لم يعصي ابدا ؟؟...

عشان هو عارف انه مهما عمل مش هيقدر يوفي ربنا حقه ..مهما عمل هيكون مقصر ..

بيستغفر عشان يقول لربنا انا عبدك ومحتاج تسامحيني ..عشان يعلمنا ادب التعامل مع رب العالمين ..

كتير مننا يا جماعة لما ربنا بيقربه ويبعتله رسايل حب كتير علي لسان الناس، يبتدي يشوف

انه كويس وانه احسن

من غيره وينسي يشكر ربنا علي نعمته و..ينسي ان كل ده كان من فضله ..

لكن الحبيب محمد _صلي الله عليه وسلم _مكنش كده ..

كان بيقوم الليل حتي تشقق قدماه..لدرجة ان السيدة عائشة مع انها اكتر واحدة عارفاه بس كانت مستغربة هو بيعمل كده ليه وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تاخر ؟؟..

ايه الدافع يا رسول الله ؟؟...

فيرد ويقول كلام كله حب (يا عائشة ، افلا اكون عبدا شكور ا)..

بيعمل كل ده عشان يقوله : شكرا يارب انك قربتيني منك ...وكمان وصفه لنفسه بكلمة

(عبد)..كان ممكن يقول افلا اكون نبيا شكورا ..

الحقيقة ان اصدق من احب الله _عزوجل_هو الرسول _صلي الله عليه وسلم_

واحنا لو عايزين نحب ربنا بجد لازم نتعلم منه ..لانه زي ما الصحابة وصفوه (كان حبا يمشي علي الارض )

كان نموذج مجسد للحب يمشي علي الارض ..

كل فعل وكل كلمة وكل ابتسامة وكل حاجة في حياته كان مصدرها حبه لربه اللي ملي كل ذرة في كيانه

أحبه..(فرضي بقضائه)..تحمل كل الآلام..موت ابيه وامه وجده ...رضي بكونه يتيما ..رضي بكونه فقيرا ..

ولما رزقه الله بزوجة صالحة كانت له خير المعين والمواسي علي كل تلك الآلام ، ثم ماتت في اشد لحظات احتياجه

الي وجودها بجانبه ..وفي نفس العام مات عمه الذي كان يدافع عنه..

وكان ذلك بعد ثلاث سنوات من الحصار دون طعام حتي اكل اوراق الشجر هو وصحابته الكرام ..

تراكمت الاحزان علي صدر الحبيب فماذا كان رد فعله ؟؟..

هل قال :لماذا يارب يحدث لي كل هذا وانا نبيك وانا الذي ابلغ رسالتك ؟؟..

هل شعر بذرة من السخط ؟؟..

هل اضعفته تلك الاحزان عن تبليغ دعوة ربه وحبيبه _سبحانه وتعالي _؟؟

لا والله لم يفعل ...ولكنه لما وجد اعراض شديد وتكذيب من اهل مكة بعد عشر سنوات من الدعوة..

قرر ان يذهب الي مكان اخر وبلد اخر لعله يجد من يؤمن به ...ذهب الي الطائف وهي تبعد

عن مكة 100كيلومتر ..ذهب اليها ماشيا علي قدميه وهو ذو الخمسين عاما !!

ولما وصل وعرض عليهم الاسلام ردوا عليه اسوا الردودواقساها ..

فقال لهم الحبيب :(إن أبيتم الحماية و الإسلام فلا تخبروا قريشا أني جئت أستعين بكم عليهم)...

فقالوا:والله لنخبرن قريشا..فقال لهم :(ن أبيتم الحماية وأبيتم إلا ان تخبروا قريشا فدعوني

أرحل )..

فقالوا :"و الله لن تخرج حتى ترجم بالحجارة لكي لا تعود إلى هنا ابدا "

فخرجوا في صفين ليرجموا الحبيب _صلي الله عليه وسلم_ بالحجارة ...وهو يجري والدماء تتساقط من يديه

ورجليه ..حتي وصل الي بستان فجلس عنده واستند الي حائطه ورفع يده مناجيا ..

يا تري ايه شعوره؟؟..وهيقول ايه ؟؟..هيقول ليه يارب بيحصلي كده ده انا جاي 100 كم عشانك ؟؟..

اسمعوا الدعاء وكلكوا عارفينه بس نفسي نحس فعلا بيه :

(( اللهم إني اشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي ..وهواني علي الناس ..انت رب

المستضعفين..وأنت ربي.. إلي من تكلني،؟؟..إلي بعيد يتجهمني ..أم إلي قريب ملكته أمري

..إن لم يكن بك

علي غضب فلا أبالي ..أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا

والآخرة أن ينزل بي

غضبك أو يحل علي سخطك ..لك العتبى حتى ترضى ..ولا حول ولا قوة إلا بك))

كل اللي بيفكر فيه (إن لم يكن بك علي غضب فلا ابالي)...

يارب لو انت راضي انا ميهمنيش اي حاجة تحصلي ..

بس انا خايف يكون اللي بيحصلي ده عشان انا عملت حاجة زعلتك مني..

يارب لو زعلان مني عاتبني لحد ما ترضي عني (لك العتبي حتي ترضي )..

بس ارضي عني ودي اهم حاجة

ياااه علي الحب ..وياااااه علي قوة العلاقة بين العبد وربه ...

طب ايه اللي حصل بعدها ..ربنا بعت لحبيبه رسايل كتير يقوله فيها انا راضي عنك وانت حبيبي ومقامك عندي كبير

جدا ...واذا كان اهل الارض آذوك وشتموك وضربوك فتعال لتعرف مقامك بين اهل السماء ..

فكانت رحلة المعراج اللي وصل فيها الرسول _صلي الله عليه وسلم _فيها لمكان لم يصل اليه

بشر ولا حتي ملك حتي سيدنا جبريل نفسه..

ووقف الحبيب في الحضرة الإلهية ..في حضرة خالقه ومولاه وحبيبه ..

فأراد ان يسلم علي ربه فقال :(التحيات لله والصلوات والطيبات )...

رد الله _سبحانه وتعالي_:(السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته)..


قال الحبيب _صلي الله عليه وسلم_ : (السلام علينا وعلي عباد الله الصالحين)..

فرددت الملائكة وردد الكون كله (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله)

ومن عظمة وجلال وحلاوة هذا الحوار بين العبد وربه اننا نقوله في ختام كل صلاة ..في التشهد
لنتذكر دائما ذلك اللقاء وهذا الحب وهذه المشاعر ..
صلي الله علي محمد صلي الله عليه وسلم

ولازم بعد الكلام ده نسال نفسنا سؤال مهم جدا :((يا تري انا بحب ربنا فعلا ؟؟))...

ولو انا بحبه هل بحبه كما ينبغي؟؟...يعني هل حب ربنا في قلبي اعظم من اي حب تاني ؟؟...

وهل حبي لربنا منعكس علي كل افعالي وعلي كل تفاصيل حياتي ...

طب ايه هي العلامات اللي فعلا تدل علي حبي لربنا ؟؟..أعرف منين انا بحب ربنا بجد ولا لا ؟؟

هنقول العلامات وكل واحد يشوف هو بيحس بيها ولا لا ...اول علامة زي ما قلنا هي (الرضا بالقضاء)
..
بمعني انه مهما يحصل لي حاجات وحشة او اقدار مؤلمة بكون راضية عن الله ..لاني بحبه ..وواثقة فيه جدا ..وواثقة انه اكيد هيقدر لي الخير ..

والدرجة اللي اعلي من كده اني لما تحصلي حاجة وحشة مكنش مدايقة انها حصلت لي اد ما انا

خايفة انها تكون علامة ان ربنا مش راضي عني (ان لم يكن بك علي غضب فلا ابالي )

وده اتعلمناه من أصدق المحبين _صلي الله عليه وسلم_


(اللهم ارزقنا حبك وحب من احبك وحب عمل يقربنا الي حبك ..اللهم ما رزقتنا مما نحب فاجعله قوة لنا فيما تحب ..وما زويت عنا مما نحب فاجعله فراغا لنا فيما تحب ..اللهم اجعل حبك احب الينا من انفسنا واموالنا ومن الماء البارد علي الظمأ..اللهم اجعلنا نحبك بقلبنا كله ونسعي اليك بجهدنا كله ...اللهم اجعل حبنا كله لك ...وسعينا كله في مرضاتك)

[color=red]بصراحة الكلام ده مش اسلوبي وانا لا احسن مثله فهو منقول نفعني الله وإياكم به

جزاك الله كل خير
رائع