عيد عبدالستار المدير العام
عدد المساهمات : 1242 نقاط : 7884 تاريخ التسجيل : 09/02/2009 العمر : 49 الموقع : مصر التى فى خاطرى
| موضوع: لمعلم الناجح صفاته وخصائصه وأخلاقه ومعاملاته الأحد أبريل 18, 2010 10:52 pm | |
| # لمعلم الناجح صفاته وخصائصه وأخلاقه ومعاملاته !
المعلم الناجح
لكي ُيوصف المعلم بأنه معلّم ناجح، لا بد أن تتوافر فيه صفات عديدة، منها: 1/ ينبغي أن يكون ذا شخصية قوية. 2/ يتميز بالذكاء والموضوعية والعدل والحزم والحيوية والتعاون. 3/ و أن يكون مسامحاً في غير ضعف، حازماً في غير عنف. 4/ أن يكون مثقفاً، واسع الأفق، لديه اهتمام بالاطلاع على ما استجد في طرق التدريس، وفي مادته. 5/ وأن يكون أداؤه للعربية صحيحاً، خالياً من الأخطاء. 6/وأن يكون محباً لعمله، متحمساً له، متمكناً من المادة الدراسية التي يقوم بتدريسها، يحسن العرض لها، وأن يكون على علاقة طيبة مع طلابه وزملائه ورؤسائه.
واعلم أن العمل المنظم إنتاجه أكثر، والعمل الكامل تقديره أعظم، والعمل الدقيق احتمالات الخطأ فيه أقل. ومن الضروري على المعلم أن يقسم وقته بين مجالات نشاطه وعمله العلميّ، وهو خلاف الوقت الذي يخصصه المعلم لبيته وأهله.
والمعلم المنظم في عمله يمكنه أن يستفيد من وقته كله، من ثم ندعوك إلى أن تعوِّد نفسك على تنظيم وقتك وأعمالك : فلا تفكر في أكثر من شيء واحد في الوقت الواحد، وخصص وقتاً للعمل؛ فإنه مفتاح النجاح، ووقتاً للاطلاع؛ فإنه مصدر الحكمة، ووقتاً للعبادة؛ فإنها ينبوع الطمأنينة.
يعد عرض المعلومات والمهارات للطلاب دوراً أساسيّاً مطلوباً من المعلم. ومن الأدوار الأساسية له أيضاً، الحكمة في إدارة الصف؛ وهي تتضمن التفاهم والتعاطف مع طلابه، وتوجيههم وإرشادهم فرديّاً وجماعيّاً، والاهتمام بالقيم الروحية والأخلاقية لهم، ومراعاة حاجاتهم العلمية والاجتماعية، والقدرة على المحافظة على النظام في الصف، ومواجهة المواقف المعقدة، وتنمية روح الانضباط الذاتي لدى طلابه، واحترام أنظمة المؤسسة التعليمية من خلال الاقتداء بمعلمهم، في حسن أدائه لرسالته .
إذا قدَّر المعلّم مشاعر طلابه، واستجاب لمناقشاتهم ومطالبهم، فإنهم سيكوِّنون آراء إيجابية نحوه، ويتمثلون سلوكه أحياناً. وإذا أعلن المعلّم سياسته وعرف ردود فعل طلابه نحوها، استجاب لأسئلتهم وتعليقاتهم دون غضب، فإن ذلك يجعل طلابه يعرفون ما يتوقعه المعلّم منهم، ويشعرون بالمسؤولية تجاه ما يطلبه منهم. وإذا أعطاهم اهتماماً كافياً، يحسون بأنه متجاوب معهم، فينشطون لعمل ما يطلبه منهم.
المعلم الكفء هو الذي يعمل على جذب انتباه طلابه لمجريات درسه، فيستخدم الوسائل المعينة التي تحضّهم على المشاركة في النشاط الصفي: فيطلب من بعض الطلاب القيام بنشاط، أو الإجابة عن سؤال. وعلى المعلم إلقاء السؤال قبل تحديد الطالب الذي يجيب، كما عليه أن يغير في أساليب استخدامه للوسائل، كالطلب من بعض الطلاب القيام بنشاط شفوي، وآخرين بنشاط كتابي على السبورة، وآخرين بنشاط تنافسي، أو تعاوني...إلخ.
لخلق نوع من الألفة والحيوية في الصف، وزّع أسئلتك على الطلاب توزيعاً عادلاً، وابتساماتك وكلماتك. وأبدِ احترامك لآرائهم، وكن متسامحاً. ومن المفيد أن يعطى الطلاب قدراً كبيراً من التواصل والمشاركة؛ إذ في ذلك تقوية للروابط الشخصية، تجعلهم يشعرون بقدر طيّب من الحرية المنضبطة والتشجيع والتغذية الراجعة.
يراعي المعلم الكفء عند توجيه الأسئلة لطلابه مجموعة من الأسس، أهمها:
أن يوجه السؤال لجميع الطلاب، ثم يختار من يجيب بعد فترة قصيرة، حتى يفكر الجميع في الإجابة.
أن يخصص بعض الأسئلة السهلة للضعفاء من الطلاب.
ألاّ يهمل من لا يرفع يده للإجابة، فقد يكون منصرفاً عن الدرس، أو يعرف الجواب، إلا أنه خجول...إلخ.
ألاّ يقاطع الطالب أثناء الإجابة، وأن يعطيه الفرصة كاملة ليعبر عن نفسه، إلا إذا أسهب فيوقفه بأسلوب ودي.
إذا أخطأ الطالب في الجواب، يعطي طالباً آخر فرصة الإجابة، وإذا لم يوفق، يذكر المعلم الإجابة ويناقشها مع الطلاب؛ ليطمئن إلى أن الجميع، قد أدركوا الصواب.
إذا سأل أحد الطلاب سؤالاً لا علاقة له بمادة الدرس، فيمكن للمعلم معالجة ذلك بواحد مما يلي:
أن يجيب بسرعة، ثم يعود إلى موضوع الدرس.
أن يرجئ الإجابة إلى آخر الدرس، ويطلب من السائل أن يذكِّره بالسؤال.
إذا كان الطلاب يكثرون من طرح هذه الأسئلة؛ لتعطيل الدرس، الفت انتباههم بلباقة إلى أن يسألوا أسئلة مثمرة؛ حتى لا يضيع وقت الدرس.
إن المعلّم الجيد هو أفضل من يعرف ما إذا كان درسه -الذي انتهى منه للتو- ناجحاً أم لا. وأفضل ما ينير الطريق للمعلم الناجح في هذا الصدد ما نسميه الملاحظات العامة على الدرس الذي انتهى ، حيث يسأل المعلّم نفسه الأسئلة التالية:
1 –هل حقق الدرس أهدافه؟
2 – هل تجاوب الطلاب مع الدرس؟
3 – هل تحتاج بعض الأجزاء إلى مراجعة؟
4 – هل المادة مناسبة للتلاميذ؟
5 – هل أنا راضٍ عن أدائي عموماً؟
المعلم الناجح يولي تحضير الدرس عناية خاصة، لأن ذلك يساعد على اكتساب ثقة طلابه واحترامهم له، ويمنح المعلم الثقة بنفسه، ويحميه من النسيان، ويجنبه التكرار. كما يقلل التحضير من مقدار المحاولة والخطأ في التعليم، ويحمله على الارتباط بالمقرر، ويمكنَه من نقده، ومعرفة ما فيه من عيوب.
كل معلم له خصائص وصفات تميزه عن بقية المعلمين، إلا أن هناك قدراً من الخصائص والصفات المشتركة تجمع بين المعلمين المؤثرين، وتكون ذات أثر فيما يحمله طلابهم عنهم من تصورات وأفكار ومن هذه الصفات: " البشاشة والحيوية والحماسة والعدل والأمانة والفطنة والقدرة والكفاية في العمل والإنجاز". وهذا النوع من المعلمين يكون – عادة - متمكنا من مادته التي يدرسها، قادرا على مواجهة المواقف الطارئة واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وعاملا على تطوير أدائه باستمرار.
المعلّم الناجح هو الذي يعرف شروط استخدام السبورة، التي تعد الوسيلة الرئيسة لشرح جميع المواد، ومن أهم هذه الشروط:
نظافة السبورة.
تقسيمها إلى قسمين، أو أكثر.
اقتصار الملخص على أهم نقاط الدرس.
عدم شغل الأجزاء السفلى من السبورة بالرسم، أو الكتابة.
استخدام الطباشير الملون أحياناً أو أقلام ملونة للسبورة الضوئية ؛ لزيادة الإيضاح.
يكون وجه المعلّم دائماً متجهاً نحو الطلاب، ولا يتحدث إليهم أثناء الكتابة، إلا عند الضرورة.
المعلم الكفء يولي الواجبات المنزلية العناية الخاصة بها، ويتوخّى التوسّط في أمرها؛ فلا يهملها ولا يغرقهم فيها. ويراعي ظروف كل طالب من الجوانب المعيشية والصحية والعقلية. كما يتأكد من أن الطالب قد قام بعمله بنفسه، ويقوم بتصحيح الواجبات أولاً بأول حتى لا يعوِّد الطلاب الإهمال.
المعلم الناجح يلجأ _في أغلب الأحيان_ إلى أسلوب التلميح، بدلاً عن التصريح، وهو إجراء فاعل يستخدمه المعلم؛ ليقطع الطريق على السلوك غير المرغوب فيه، باستخدام أسلوب التلميح دون اللجوء إلى استخدام التعبيرات اللفظية. فإذا علت الضجة مثلاً في الصف، يمكنه أن يوقفها بنظرة خاصة إلى الطلاب مصدر الضجة، يفهمون مغزاها ومعناها، دون أن يبوح بأي كلمة.
يقوم المعلم الناجح بأمور ثلاثة تساعد طلابه على تنظيم عملهم، واختيار الأسلوب الذي يحققون به أهدافهم، وهذه الأمور تتلخص فيما يلي:
1 – تقديم حوافز معنوية كالثناء لمن يحسن من الطلاب تعزيزاً لما يقوم به الطلاب.
2 – تقديم تغذية راجعة تربط بين ما سيقوم به الطالب، وبين ما سينجم عنه من نتائج.
3 – تقديم عدة خيارات يختارون منها ما يريدون.
وبهذا الأسلوب يتحمل الطلاب مسؤولية إعداد الخطوات اللازمة لتنفيذها، وبالتالي يضعون التوقعات والحلول المحتملة لأي عمل يُعهد به إليهم مستقبلاً.
عندما توجه أسئلة إلى طلابك، حاول أن تتوخَّى فيها الأمور التالية:
1 –أن يكون السؤال واضح الصياغة مناسباً لمستوى الطلاب.
2 –لا يحتوي على معلومات جديدة للطلاب.
3 –أن يكون موجزاً وقصيراً.
4 –أن يكون محدداً دقيقاً.
5 –أن تعتمد الإجابة عنه على التفكير السليم لا على التخمين.
المعلّم الناجح يستخدم الوسائل التعليمية، ويعلم أنها جزء مكمل للدرس، وليست بديلاً عنه؛ كما يدرك أنها ليست غاية، وإنما وسيلة يستعين بها لتحقيق أهداف الدرس. والمعلّم الناجح يعرف: لماذا يستخدم الوسيلة التعليمية، وكيف يختارها، وأين موضعها من الدرس، وكيف يستعمل كل نوع من أنواع الوسائل.
لكي يكسب المعلّم احترام طلابه وزملائه، يجب أن ينمي باستمرار مستواه العلمي بالقراءة والاطلاع على كل ما يستجد في مجال تخصصه. فالمستوى العلمي الرفيع، هو السلاح الأول للمدرس الذي يريد أن يحقق النجاح في عمله، وتذكر دائماً أن قدرك بين طلابك يساير مستواك العلمي؛ فإذا ارتفع ارتفعت، وإذا انخفض انخفضت. والطالب يفترض دائماً أن أستاذه ما هو إلاّ دائرة معارف، يجد لديه في كل وقت الإجابة الصحيحة لكل سؤال يطرحه، ومن هنا كان لزاماً على المعلّم الناجح أن ينمي ثقافته العامة إلى جانب مستواه العلمي.
لا ينبغي أن نتخذ الأخطاء التي يقع فيها الطلاب ذريعة لعقابهم بأي شكل من أشكال العقاب، خاصة حينما يتعلق الأمر بالدارسين الكبار؛ فالخطأ قد يكون وسيلة نكتشف بها قصورا في المادة التعليمية، أو في أسلوب التدريب، كما قد يكون عجزاً لدى الطالب. وعند تصحيح أخطاء الطالب، ينبغي أن يتم ذلك دون إحراجه أمام زملائه، وينبغي ألا نصوب كل الأخطاء التي يقع فيها الطلاب، فليس من الضرورة أن نقف عند كل خطأ، إذا لم يكن الخطأ جوهرياً، وخاصة عند التدريب على المحادثة. وهناك أخطاء أخرى يشارك زملاؤه في تصويبها، وبعضها لا يصوبه إلا المعلّم.
من الضرورة عند التحدث إلى الطلاب، أو شرح درس لهم مراعاة المستوى اللغوي، الذي وصلوا إليه؛ فالمستوى اللغوي الذي تتحدث به لطالب مبتدئ، يختلف عن المستوى اللغوي الذي تتحدث به إلى طالب متوسط، أو متقدم. فعليك أن تختار مفردات قد ألفها طلابك، وتراكيب لغوية وقوالب نحوية درسوها. أمّا استعمال مفردات صعبة، أو تراكيب معقدة، فقد يفقدك التواصل مع طلابك، وبالتالي يؤدي إلى عدم الاستجابة المرجوة.
ومن هذا القبيل أيضاً السرعة التي تتحدث بها إلى طلابك، فينبغي التحكم في السرعة، التي تنطق بها العبارات، فتكون وسطاً بين السرعة العالية، والبطء الشديد.
من الأفضل دائماً أن تقف أمام طلابك, ولا تكثر التجوال في أنحاء الفصل إلاّ للضرورة, فالمعلم الذي يرى الطلاب جالسين أمامه, يمكنه أن يعرف ما إذا كانوا يستمعون إليه, ويتابعون ما يقول, وبهذا الأسلوب يمكنه تنبيه الطالب الغافل.
عند تصحيحك للاختبارات, حاول مراعاة ما يلي:
1 –استخدم قلماً مغايراً لأقلام الطلاب.
2 –لا تنظر لاسم الطالب أثناء التصحيح؛ حتى لا تتأثر بفكرتك عنه داخل الصف, فيؤثر ذلك في الدرجة التي تعطيها له سلبياً أو إيجابياً.
3 –صحح سؤالاً واحداً في جميع الأوراق؛ حتى تضع تقديرات عادلة على أساس شبه موحد, ثم انتقل لتصحيح السؤال التالي خاصة في الاختبارات ذاتية التصحيح.
4 –عالج النتائج إحصائياً للكشف عن نقاط الضعف والقوة في أداء طلابك, ثم أعد لطلابك أوراق الإجابة, وناقش معهم الإجابات للتأكد من أن الذي أخطأ قد أدرك الصواب.
معظم المتعلمين من المبتدئين في صفوف اللغة-سواءً كانوا من الصغار أم الكبار- تكون ذاكرتهم في اللغة الأجنبية ضعيفة, فهم يحتفظون بالمعلومة لفترة محدودة جداً, وبعدها ينسونها, وهناك نسبة ضئيلة منهم لديها ذاكرة قوية. ومن ثم إذا أجريت تدريباً شفوياً مع إجاباته, فمن الأفضل أن تكتب الإجابات باختصار على السبورة, في المرحلة الأولى من تعليم اللغة ،خاصة إذا أردت من الطلاب أداء التدريب كتابة فيما بعد.
يمكن للمعلم الناجح أن يتواصل مع طلابه بأكثر مما يقوله من كلمات, وذلك من خلال النغمة الصوتية, والتعبيرات التي تظهر على وجهه, والإشارات, فكلها تساعد على توصيل الهدف المنشود, وتحقق المشاركة المطلوبة.
كما أن التوجيهات المفصلة مع الابتسامة واللطف والهدوء يتقبلها الطلاب عندما يشعرون بالرضا والقبول. والطلاب في حاجة إلى محبة المعلمين لهم, وهذه المحبة تكون مصدراً للدافعية عندهم, ومصدراً للتفاعل والمشاركة والنقاش. [1]
ماذا تفعل إذا وجه إليك طلابك سؤالاً لا تعرف الإجابة عنه؟
لا تعطي أي إجابة تقوم على التخمين, لأن ذلك يوقعه في حرج ، إذا لم يصب الجواب الصحيح.
وجه السؤال إلى كل الطلاب, فقد يجد لدى أحدهم الجواب, أو ما يوحي إليه بالجواب.
اطلب من السائل, أو غيره البحث عن الإجابة وعرضها في الدرس القادم.
قل لطلابك إنك ستجيب عن السؤال في الدرس القادم.
إذا كان طلابك كبار السن من الناضجين, قل لهم بأنك لا تعرف الإجابة, وسوف تبحث عنها.
من أهم ما يؤثر في دافعية الطلاب للتعلم, تجنب المعلم إثارة العواطف السلبية لديهم, وتنمية العواطف الموجبة؛ كالثقة في قدرتهم على الإنجاز, واحترامهم, وتقدير إجاباتهم وأعمالهم. كما أن ذلك يهيئ- في الوقت نفسه- المناخ التعليمي داخل الصف الدراسي.
ينبغي أن يحقق تدريس اللغة أربعة أهداف أساسية هي:
1 – فهم اللغة حين سماعها.
2 – فهمها حين قراءتها( فهم المقروء ).
3 – إفهامها للآخرين بواسطة الكلام.
4 – إفهامها لهم بواسطة الكتابة.
ومن ثم ينبغي أن تضع المهارات الأربع (فهم المسموع, وفهم المقروء والتعبير بشقيه؛ الشفوي والكتابي ) نصب عينيك؛ لتحقيق تلك الأهداف.
المعلّم ومديره :
- احترام دون نفاق.
- طاعة في حدود التعليمات والمصلحة.
- التعاون في دائرة العمل.
- لا تكن عند مديرك جاسوسا على زملائك.
- لا تقبل الأوامر التي تسيء إلى الزملاء في غير مصلحة العمل.
- لا تعترض على مديرك في وجوه الآخرين.
- لا تستغل طيبته للسيطرة عليه.
المعلّم وزملاؤه :
- احترم شعور زميلك.
- احترم حقوقه.
- اعمل واترك الفرصة لغيرك كي يعمل.
- ساعد الزميل الجديد.
المعلّم وطلابه :
- بسّط العلم وقدّمه للطلاب.
- قيّم الطلاب على أساس تحصيلهم العلمي.
- اكتشف المواهب وشجّعها.
- حلّ مشاكل الطلاب الخاصّة.
[1] انظر : العربية بين يديك . د. عبد الرحمن بن إبراهيم الفوزان ومختار الطاهر حسين ومحمد عبد الخالق محمد فضل .
(انظر : المدرّس الناجح، شخصيّته ومواقفه بتصرّف)
المعلم الناجح يدٌ تربى و يدٌ تعلم.
ر
ونحب أن نضيف بعض ما قيل عن بعض المعلمين الناجحين على لسان طلابهم :
وهذه أقتطفتها من مجلة .
يقول الشيخ علي الطنطاوي عن أحد معلميه :
: «كان له أبقى الأثر... كان يلقي الكلمة، فيصيب حبات القلوب منا، وأنا قد نسيتُ أكثرَ ما سمعتُ من دروس المدرسة ولكن أمثال هذه الكلمات التي تأتي في موضعها وتقترن بمناسبتها لا تزال في أذني، وفي قلبي»(3). ويبقى الإخلاص ويقظة الضمير عامل تأثير لدى المعلمين، لا يبرح نفوس التلاميذ.
ويقول الشيخ يوسف القرضاوي عن أستاذه في المرحلة الابتدائية
: «في هذه السنة تعرفت على أستاذ جليل كان يدرس لنا مادة المحفوظات. وكانت هذه الحصة حصة للراحة لمن يأخذها من المدرسين، ولكن هذا الأستاذ حوَّل هذه الحصة إلى محفوظات حقيقية، في كل أسبوع يختار لنا قطعة من النثر أو الشعر لنحفظها ويسوقنا بالترغيب والترهيب لحفظها... وهكذا كانت دروس المحفوظات دروسًا في الأدب والتربية والسلوك»(4). ولو قُدّرَ لنا أن نطلع على شعور القرضاوي وزملائه التلاميذ أيامها، ربما لاكتشفنا أنهم كانوا يؤثرون الراحة التي تعودوها في هذه الحصة وأشباهها، غير أن الإخلاص على ما فيه من المشقة، يبقى وجهًا جميلًا تزيده السنوات جلاءً وإشراقًا. أما التمكن من مادة التدريس، وسعة العلم، والإحاطة.
ويقول العقاد عن أستاذه
: «كان هذا النابغة الألمعي أوسع من لقيت محفوظًا في الشعر والنثر، كان يطارح وحده خمسة أو ستة من القضاة والمدرسين والأدباء!»(5). وعن سعة علم أحد معلميه وإحاطته يقول الشيخ يوسف القرضاوي: «كان يتدفق في معارفه كأنما يغرف من بحر، ويبهر سامعه كأن كلامه السحر، ويشرح الدقائق فيجليها، والغوامض فيكشف عن خوافيها، ويبين عن معانيها. لقد كنت أستمع إليه، وأنا معجبٌ متابع... فقد أحاط بعلوم الدين من التفسير والحديث والتوحيد والأصول والفقه، وبعلوم اللغة من النحو والصرف والبلاغة، وبالأدب وتاريخه، وبالعلوم الإنسانية العصرية»(6). وهذا أسلوب المعلم في الصف يجعله محل احترام تلاميذه، حتى الذين احترفوا التدريس فيما بعد، فهذا الدكتور كمال الصليبي، يتحدَّث عن أحد معلميه، فيقول: «كان يُلقي علينا المحاضرات باللغة الإنكليزية، بطريقة دراماتيكية ممتعة خاصَّة به، حيث كان يقوم بتمثيل الأحداث، ولعب مختلف الأدوار فيها، بأسلوب لا مثيل له، وهو يتكلم بصوت خافت يضطرنا إلى الهدوء الكامل لسماعه»(7).
ويتحدَّث الشيخ الطنطاوي بإعجاب شديد عن إحاطة أحد معلميه بعلم الحديث فيقول: «كان آية في معرفة علوم الحديث»(8). وعن أستاذ الخط يقول: «ولقد كان أستاذًا عبقريًا في الخط، والذي تركه من آثاره شاهد عدل على ما أقول... كان يبري أقلام القصب لأربعين أو خمسين تلميذًا ويكتب لنا (المشق) لنَخطَّ مثله... ويصحّح ما كتبنا كل ذلك في(الحصة)وهي أقل من ساعة»(9).
ويصف معلمًا آخر فيقول: «كان الإمام في اللغة، والمرجع فيها، قَيَّد أوابدها وجمع شواردها، وحفظ شواهدها، وكان أعلم العرب بالعرب، عرف أيامهم وروى أشعارهم... دَرَّسَنا السيرة فجاء بشيء ما رأيت والله ولا سمعت بمثله، يصور الوقائع، ويصف أمكنتها، ويشرح ما قيل فيها، ويدل على مراجعها، فكأننا كنا فيها»(10).
ويتحدَّث الدكتور إحسان عباس عن أستاذ التربية وعلم النفس في الكلية العربية بالقدس
فيقول: «شخصية الأستاذ في تأثيرها كانت أقوى من الكتب، وكان أستاذًا مرنًا لا يتجمد عند حرفية التعليمات التربوية»(11). ويصف الشاعر العراقي معروف الرصافي سعة علم أستاذه فيقول: «والحق (أنه) كان من المتضلعين في العلوم العربية من صرف ونحو وبلاغة وبيان وعروض وغير ذلك من علوم العربية»(12).
وبالحب يملك الأستاذ قلوب تلاميذه، فهذه فدوى طوقان، تشعر بحبّ معلمتها لها قبل أن تبادلها بحبها حبًا أعمق وأكبر، فتقول: «أحبَّتني معلماتي وأحببتهنَّ، وكان منهن من يؤثرنني بالتفات خاص. أذكر كيف كان يشتد خفقان قلبي كلما تحدثت معي معلمتي المفضَّلة، والتي أحببتها كما لم أحب واحدة من أهلي، في تلك الأيام!»(13).
أما حُسنُ الخلق فتلك الهبة الربانية التي يمنحها الله لمن يشاء من عباده، وقد وصف الله نبيه صلى الله عليه وسلَّم بهذه الصفة على وجه الثناء فقال تعالى: }وَإنَّكَ لَعَلى خُلُق عَظيم{(14) وكان صلى الله عليه وسلَّم يقول: «إن خياركم أحاسنكم أخلاقًا»(15)وقد اشتهر بحسن الخلق بعض المعلمين، حتى أسبغ تلاميذهم عليهم أوصافًا تشبه الخيال، وحسبنا أن نشير إلى ما كتبه اثنان من كبار الكُتاب عن أستاذ واحد، حتى لكأنهما يكتبان عن شخصية أسطورية، حين يقول عنه الدكتور عبدالرحمن بدوي: «لقد كان النبل كله، والمروءة كلها. كان دائمًا هادئ الطبع، باسم الوجه، لا يكاد يغضب، وإن غضب لم يُعبّر عن غضبه إلا بحمرة في وجهه وصمت كظيم: لقد كان آية في الحلم والوقار. لكنه وقارٌ عفوُ الطَّبْع...
وكان آية في الإحسان إلى الآخرين، ما لجأ إليه مظلوم إلا حاول إسعافه، أو صاحب حاجة إلا بذل ما استطاع حتى لو كان من ماله»(16). وعن هذا المعلم نفسه يقول الروائي نجيب محفوظ: «هو مثال للحكيم كما تتصوره كتب الفلسفة، رجل واسع العلم والثقافة، ذو عقلية علمية مستنيرة، هادئ الطباع، خفيض الصوت لا ينفعل ولم أره مرة يتملكه الغضب»(17). بربكم أيملك إنسان-فضلًا عن تلميذ- نفسه أمام هذه السجايا دون أن يمحض صاحبها الحُبَّ والإجلال؟!
أما التشجيع والتوجيه والتأثير في التلاميذ، فتلك خلاصة النجاح، وذروة سنامه، وما أكثر ما يعزو الناجحون نجاحهم إلى معلمين أخذوا بأيديهم، توجيهًا ونصحًا وتأثيرًا! ولنقرأ بعض تلك الشهادات التي توَّج بها التلاميذ إخلاص مُعَلميهم، ومن ذلك قول الدكتور سهيل إدريس عن أستاذه في الأدب: «هو الذي بثَّ فيَّ حُمَيَّةَ الأدب، وكان له أسلوبٌ تشويقي جميل، وكان كاتبًا معروفًا وقد تأثرتُ به وبكتابته»(18).
ويقول الشاعر عبد الوهاب البياتي:
« وما زلتُ أذكر مُدَرّسَ اللغة العربية... كان من المتحمسين للقضية العربية فكان يُلقي كلمات حماسية في المناسبات المدرسية، وحين عرف بقدراتي الأدبية، دعاني إلى إلقاء بعض القصائد... لقد لَعبَ هذا المدرسُ دورًا كبيرًا في خلق جيل معاد للاستعمار وبثّ الحماسة القومية لدى الطلاب..»(19).
ويتحدث الأديب والروائي جبرا إبراهيم جبرا عن أستاذه في اللغة العربية فيقول:
«كان لحُبه اللغة، يُعْدينا بما يُحبُّ، ولا يَقْصُرُ درسَهُ على المقرر، لتلك السنة، لقد علمني من قواعد اللغة في سنتين، أو أكثر بقليل، ما لم أتعلم من أحد سواه، وما بقي أساسيًا حتى اليوم في تعاملي مع الكتابة»(20). وفي لقاء مع الإذاعي الشهير ماجد الشبل، يقول عن تشجيع أحد معلميه: «لقد التقط موهبتي منذ البداية، وعرف ولعي الشديد باللغة العربية، فأخذ يُشجعني حتى الثانوية»(21).
ويبلغ التشجيع بأحد المعلمين أن يمدح تلميذه شعرًا، ويتنبأ له بمستقبل باهر، وقد تحقق له ذلك، هذا ما فعله أحد معلمي أحمد الشرباصي، حين لاحت من تلميذه بشائر النجابة، والنبوغ فقال: قبسٌ من الإصلاح لاحَ بصيصه سيزيدُه كرُّ المدى إشعالا وإذا رأيتَ الفجرَ يبسمُ ضوؤهُ فارقبْ لأنوار الضحى إقبالا فالبحرُ ماذا كان؟ كان جداولًا والبدرُ ماذا كان؟ كان هلالا والأُسدُ في وَثَبَاتها وَثَباتها درجتْ على آجامها أشبالا(22)
ويتحدَّث الدكتور غازي القصيبي عن معلم اللغة العربية في المرحلة الثانوية، فيقول:
«كان مُدرس اللغة العربية قارئًا موسوعيًا، وكان اطلاعه على آداب اللغة العربية يدعو إلى الدهشة، سُرَّ الأستاذ بطالبه الموهوب، وسرعان ما نشأت بين الاثنين علاقة تشبه علاقة الابن بأبيه، يستمد الطالب/الابن منها الكثير من الثقة بالنفس والاعتزاز بالموهبة، ويستمد المدرس/الأب منها الكثير من السرور المشوب بالفخر»(23).
وهكذا يُتم هذا المعلم ما سَبَقَ أن بدأه معلم القصيبي في المرحلة الابتدائية الذي قال عنه: «لقد كان من أسباب تعلقي بالأدب التشجيع الذي لقيته من أحد مدرسينا في تلك الفترة... كان قارئًا ذواقة يحب القصص ويجيد روايتها، وكان المشرف على النشاط المسرحي بالمدرسة، ولا تزال في مكتبتي حتى اللحظة قصص تلقيتها منه كهدايا تشجيعية في مختلف المناسبات»(24).
وقريب من هذا الأثر الذي تركه المعلم في نفس الشاعر القصيبي، ذلك الأثر الذي تركه معلم الشاعر نزار قباني، في نفسه وفي شعره ويصف ذلك التأثير فيقول: «إنه لمن نعمة الله عليَّ وعلى شعري معًا، أنَّ معلّم الأدب الأول الذي تتلمذتُ عليه، كان شاعرًا من أرق وأعذب شعراء الشام... ربطني بالشعر منذ اللحظة الأولى... ومن حسن حظي، أنني كنت من بين التلاميذ الذين تعهدهم هذا الشاعر المفرط في حساسيته الشعرية، وأخذهم معه في نزهاته القمرية، ودلَّهم على الغابات المسحورة التي يسكن فيها الشعر..»(25).
وعن هذا الأستاذ نفسه يقول لأديب عبد الغني العطري: «وكان أستاذ الأدب أحب أساتيذ المدرسة إليَّ. فعدا حبي وتعلقي بالأدب، كان مَثَلي الأعلى في لباقته، ووقاره واتزانه وأخلاقه الرفيعة، وحضور شخصيته، وسلوكه المثالي مع طلابه»(26).
ومهما بلغ بنا التفاؤل، فإننا لا نستطيع أن نتجاهل تراجعًا ملحوظًا، يجتاح التعليم والمعلمين والتلاميذ معًا، وقد شامه قبلنا الشيخ علي الطنطاوي حين ذكر بعض معلميه ثم قال: «لقد كثر اليوم الأساتذة من حملة الشهادات، وأصحاب الدكتورات ولكن ذلك الطراز لم يعد له وجود»(27). وكذا الروائي نجيب محفوظ حينما عقد مقارنة بين جيلين من المعلمين فقال: «إن ذلك الجيل من الأساتذة لا يمكن أن يتكرر في ظل ما نسمع عنه الآن من المستوى الذي انحدر إليه الجيل الحالي. كان ذلك الجيل من الأساتذة متمكنًا من عمله، وعلى درجة كبيرة من الثقافة والموهبة، وانعكس ذلك بالطبع علينا نحن تلاميذ ذلك الزمن»(28).
«والحق معهم في التفريق بين ذلك الجيل وجيل اليوم، إلا أن هذا التحول جاء نتيجة لعوامل عديدة وتحولات كثيرة، لا يتحمَّل المعلم مسؤوليتها جميعًا، وإن أسهم فيها، وإن كانت رسالته وطلابه أول ضحاياها، وأبرز تلك العوامل، التغير في مفهوم التعليم، فهو اليوم غيره منذ نصف قرن، فقد أضحى عند كثير من المعلمين لا يعدو بابَ رزق للمعلم، وبابَ شهادة للتلميذ، وأشهد مع ذلك أن في المعلمين بقيةً باقيةً من الصادقين، المخلصين لرسالتهم، وإن قَلَّتْ وندرتْ فلم تُعْدَم يومًا»(29)وفي اعتقادي أن أقصر السبل إلى النجاح، أن نَقْبسَ من صفات أولئك الناجحين، وأن نستبطن قولَ السهروردي: فَتَشَبَّهوا إن لم تكونُوا مثلَهم إن التَّشَبُّهَ بالكرام فلاح إننا إن فعلنا ذلك ذقنا حلاوة النجاح، ولعمرك إنَّه الثمن الحقيقي لجُهْد أَلفَ باذلُهُ شكوى النكران.. فهل نفعلُ ذلك؟ هذا ما أرجوه وأتمناه.
بتصرف .
والله ولي التوفيق . | |
|
slogen صاحب/ة التاج
عدد المساهمات : 4283 نقاط : 11070 تاريخ التسجيل : 30/03/2009 الموقع : فى قلب من احب
| موضوع: رد: لمعلم الناجح صفاته وخصائصه وأخلاقه ومعاملاته الجمعة مايو 07, 2010 3:12 pm | |
| | |
|