في اعتقادي ان ما يمكن ان اسميه "الاطمئنان" هو احد الاشكالات الاساسية التي تحد من فعل الخير على المستوى المجتمعي، وما اقصده هنا هو اطمئنان من يرغب في فعل الخير وتقديم المساعدة (خصوصا المالية منها) انه يقدم هذه المساعدة في المكان الصحيح، بعد عدة احداث تكشفت صور كثيرة حول مؤسسات وافراد كنا نعتقد ان ما يقومون به هو من اجل فعل الخير ومساعدة المحتاجين في مجتمعنا بينما هو من اجل تمويل الارهاب، وهي حالة تشوش على من يرغب في تقديم المساعدة ولا يملك الوقت للتأكد اين ستنتهي صدقته، لقد قمت بمحاولة للتعرف على الكيفية التي يدير الغرب بها عمله الخيري وكيف يصنع ثقافة فعل الخير ضمن انماط الحياة المتعددة التي يعيشها فقمت باستخدام محركات البحث على الشبكة العنكبوتية واستخدمت الكلمة الانجليزية Charity والعربية "فعل الخير" "البر" "الصدقة" وغيرها من كلمات يمكن ان تدل على مواقع ومؤسسات خيرية والحقيقة ان البون شاسع فالمواقع الاجنبية التي تعمل في مجال الخير منظمة وتعمق من دوره المؤسسي ولك ان تتخيل عزيزي القارئ تنوع هذه المواقع التي ترشد كل من يرغب في عمل الخير للمؤسسات والافراد وتاريخ كل منها واسلوب العمل الخيري الذي تقبله ومجالات عمل هذه المؤسسة والاشخاص المنتفعين منها بالارقام ويمكن ان تجد مواقع لمجلات متخصصة في العمل الخيري وغيرها من تفاصيل دقيقة تؤكد ان العمل الخيري في الغرب وصل مرحلة مؤسساتية تبعث على الاطمئنان لدى كل من يفكر في التبرع والصدقة وتحول إلى اسلوب حياة يعيشها الصغير والكبير، اما المواقع العربية فهي مضحكة ومبعثرة لاتربطها رابطة ولا تجمعها اهداف محددة.