[size=24]r=red]]الاستفتاء على الدستور .. أولى نسمات الحرية
انطلقت في مصر أولى نسمات الحرية التي طالما حلم بها المصريون .. وحلموا أن يقولوا آراءهم بحرية.. دون أن تسلب منهم أصواتهم أو تسرق آرائهم.
فهذا أول اختبار لقدرة الشعب المصري على العمل السياسي وبناء وطنه بيده.. واختيار دستوره وسياسته.
ومن أجل كل ذلك .. فقد شهدت اللجان الانتخابية على مستوى الجمهورية إقبالا ً كبيرا ً للمصريين من جميع الأعمار والفئات.. للإدلاء بأصواتهم في التعديلات الدستورية الجديدة.
فهذه لجنة مدرسة "أم المؤمنين الإعدادية" بالسيدة زينب قد شهدت منذ السابعة صباحا ًتوافد عدد كبير من المواطنين للإدلاء بأصواتهم.
فهذه "هدى محمود" ربة منزل تقول:
بأنها في السابق كانت تذهب للانتخابات من أجل بعض المال أو المساعدات المادية.. لكنها الآن قد جاءت لتدلي بصوتها لأنها تشعر أنها مسئولة عن وطنها وعن مستقبل أبنائها .
أما أحمد سيد مدرس في المدرسة.. فقد قال:
إن هذا اليوم هو عرس للديمقراطية .. يجب على كل مصري أن يحضره ويشارك فيه بإخلاص وفرحه .. لأننا مقدمين على فترة مشرقة.. وأن الآتي هو الأهم على الإطلاق.
وأكد محمد طلعت طالب جامعي:
أن يوم الاستفتاء هذا هو من أهم أيام مصر .. لأن الشعب الآن يقرر مصيره بمختلف آرائه وتوجهاته .. وعلينا احترام آراء الأغلبية أيا ً كانت.. فهذه هي الديمقراطية.
أما على مختار عامل أمن في محطة المترو .. فقال:
أنه شخصيا ً سوف يصوت بلا.. والكثير من زملائه سوف يصوتون بنعم.. وهذه الحالة تخلق نوعا ًمن النقاش الحضاري والجدل.. وهي حالة جديدة على المصريين لم تكن موجودة في السابق.. لأن آرائهم لم تكن مهمة.
ولكن الآن رأى كل فرد هو ذو أهميه كبيرة.. وليس المهم إن تقول "نعم أو لا" .. ولكن المهم أن تشارك.
والملفت للنظر أنه بجوار الشباب فقد شارك عدد كبير من الشيوخ وكبار السن من الرجال والنساء.
فنرى الحاج محمد أبو غنيمة الذي يتعكز على عصا.. والذي يبلغ من العمر أكثر من ثمانين عاما ً قد حضر إلى مدرسة السيدة سكينة ليدلي برأيه.. وقال:
أنه سعيد جدا ً لأنه شهد مثل هذا اليوم.. لأنه طيلة السنين السابقة لم ير نسمات للحرية أو انتخابات واستفتاء يكون للمواطن فيها دور وقيمة.. وصوته سوف يساهم فعليا ً في بناء مصر ومستقبلها.
وإلى جواره جلست الحاجة فاطمة.. وهي تؤكد:
أنها سعيدة بما فعله الشباب .. وأنها جاءت لتدلي بصوتها خصيصا ً حتى لا تكون أقل من هؤلاء الشباب الذين أعادوا العزة لهم ولمصر والمصريين.
أما في حلوان في مدرسة "محمد فريد سرحان".. وفد عدد كبير من الناس ليدلوا بأصواتهم.. ورفع حمدي رجب أصبعه المليء بالحبر الفسفوري.. قائلا ً:
أنا اعتبر إن هذا الحبر شرف لي.. كأني جندي في المعركة أرفع علم بلدي وأشارك في صنع مستقبلها.. وهذه خطوة جيدة نحو مستقبل أفضل.
وقالت سعاد محمد:
أنها جاءت إلى اللجنة وصحبت معها أبنائها ليشهدوا هذه اللحظات المشرفة في تاريخ مصر .. وحتى يتعودوا على المشاركة السياسية وعلى الحرية في التعبير عن الرأي.
وأكدت أنها متفائلة للغاية بالمستقبل الذي سيشهده أبناءها في ظل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية التي أحدثتها ثورة 25 يناير.
وقال عمرو على داعية إسلامي:
بأن الخروج للاستفتاء هو شيء واجب شرعي.. وأن الجميع يجب أن يشاركوا في هذا العرس وفي هذا الحدث الفريد.. لأنه من لم يشارك الآن سوف لن يستطيع أن يتكيف مع المستقبل.
أما في مدينة التبين في لجنة مدرسة الحديد والصلب.. فقد وفد المواطنين بالآلاف للإدلاء بأصواتهم على مدار اليوم .. وجلس البعض يتناقش في نتيجة إن "يقال نعم.. أو يقال لا" للتعديلات.
فقال محمود السيد:
أن هذا اليوم مهم جدا ً لمستقبل الشعب المصري.. وأكد إن معظم من يقولون لا للتعديلات الدستورية هم في الأصل يتخوفون من الإسلاميين ومن مشاركتهم في الحياة السياسية.
أما محمد الفرماوي محامي.. فقد قال:
أن أهم شيء استفدناه من هذا اليوم هو مشاركة الناس وإقبالهم الشديد على الاستفتاء.. لأن هذه تعتبر تجربة لمعرفة قدرة الشعب على المشاركة.. وأثبت الشعب على أنه على قدر المسئولية.
وقال ماهر مصطفى:
أن توافد الناس على الاستفتاء هو دليل قاطع.. أنهم مؤهلين للديمقراطية ولحكم الشعب لنفسه.
وقال:
أنه أدلى بصوته ووافق على التعديلات.. على الرغم من أنه غير مقتنع بها.. ولكنه وافق مثل الكثير من الناس حتى تستقر الأمور في مصر وتعود الحياة إلى طبيعتها.
أما خارج اللجان فقد وقف البعض يشاهدون غير مكترثين بما يحدث من تغيرات من حولهم وفي وطنهم.
فقال أحمد إبراهيم أحد الشباب:
ليس من المهم أن أذهب إلى الاستفتاء .. فما يسري على الناس سوف يسري على َّ.
وقال إبراهيم سعد:
أن هذه التعديلات ليست المشكلة.. ولكن المشكلة إننا خسرنا الكثير في السابق
ولكن يبقى هؤلاء المتفرجون قلة لأول مرة.. والأغلبية تشارك في صنع المستقبل وتستنشق أولى نسمات الحرية.