كشف الخبير البيئي السعودي المهندس حمزة العطاس نائب الرئيس التنفيذي
للتدريب والدراسات لمجموعة «كايد الإنجاز» للخدمات البيئية ورئيس المركز
الوطني للتدريب البيئي أن مخاطر البيئة كادت أن تسبب مأساة للمجتمع
السعودي لكن نجاح الأنظمة البيئية التي سنتها الرياض ساهم في التقليل منها.وذكر في حديثه لـ «الشرق الأوسط» ان أبرز هذه الأنظمة قيام وزارة التربية
والتعليم السعودية بتدريب المعلمين والمعلمات بيئياً على أساس توعية
الطلاب بأهمية البيئة وعدم التسبب بتلوثها، وإنشاء مجلس أعلى للبيئة يرأسه
الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي
الذي يعقد اجتماعاته دورية لمراجعة الوضع البيئي في البلاد وتقييمه.
وتعتبر الفترة من 20 الى 22 مارس (آذار) مهمة بالنسبة للمهتمين بالبيئة في
السعودية لتزامنها مع فعاليات مؤتمر «اللقاء البيئي الأول لتفسير لوائح
النظام البيئي العام» الذي يعد من أبرز الجهود السعودية لمواجهة مخاطر
البيئة، حيث توضح لوائح الأنظمة التي سنت منذ عام ونصف العام للقطاع
الحكومي ومستثمري القطاع الخاص التي ترتبط مشاريعهم التنموية بالبيئة.
وأوضح الخبير البيئي بعض المخاطر البيئة التي تواجه بلاده واشتكى من قلة
الوعي لدى المجتمع بتلك المخاطر رغم مساسها بحياتهم اليومية وأبدى
استغرابه من إهمال وسائل الإعلام للمشاكل البيئية، وذكر انه يجب على
الأرصاد والمركز الوطني للتدريب ان يساهما في تدريب موظفي القطاعين العام
والخاص بيئياً. وعن المركز الوطني للتدريب البيئي قال انه إحدى شركات
«كايد الإنجاز للخدمات البيئية» أنشئ قبل 3 أعوام وهو مركز معتمد من قبل
الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة والمؤسسة العامة للتدريب المهني في
السعودية ويقدم دورات بيئية متخصصة في مجالات السلامة ودراسات التلوث
ويتعاون المركز مع عدد من المراكز الدولية المماثلة. وإنشاء المركز جاء
تلبية لرسالة الدولة وحاجة المجتمع وقطاع الأعمال للتدريب البيئي، ومعلوم
أن التدريب من أساسيات التنمية ونحاول أن نساهم ولو بجزء بسيط في المجال
البيئي على الأسس الصحيحة، ويقوم المركز أيضاً بالمساهمة بتدريب موظفي
القطاعين العام والخاص.
وفي ما يلي نص الحوار:
* ما هي الدورات التي يقدمها المركز؟ـ الدورات متنوعة وكثيرة لكن اذكر لك للمثال لا للحصر دورة «مراقبة جودة
المواد الغذائية وتطبيق نظم ضبط الجودة الشاملة»، ودورة «تقييم مخاطر بيئة
العمل وطرق الوقاية»، و«تلوث مصادر المياه والمخاطر الصحية والبيئية».
* ما هي درجة الشهادات التي تمنح للدارسين ؟ـ في الوقت الحالي نمنح شهادات الدورات المتخصصة القصيرة وسنبدأ من العام
المقبل منح شهادات الدبلوم المعتمدة من وزارة الخدمة المدنية السعودية
ومعتمدة أيضا من بعض المراكز العالمية.
* كيف ترى اهتمام المسؤولين في السعودية بالبيئة ؟ـ البيئة تأخذ اهتماما كبيرا من الحكومة بقيادة خادم الحرمين الشريفين ولا
يخفى على الكثير أن الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني يرأس المجلس
البيئي الأعلى الذي يشرف على جميع الأنشطة للمؤسسات الحكومية والأهلية
بجميع مجالاتها، ويعقد المجلس اجتماعات دورية لمراجعة وتقييم الأوضاع
البيئية في البلاد.
* ما هي المخاطر البيئية التي تواجه السعودية ؟ـ المشاكل البيئية هنا تواجه معظم دول العالم خصوصا الدول المتقدمة التي
توجد بها ثورة عمرانية وطبية وصناعية لارتباط مخلفاتها بالتلوث وتقل نسبة
التلوث على حسب الإجراءات التي اتخذتها الحكومات للحد من هذه الظاهرة بأي
شكل من الأشكال. ومن أبرز المخاطر التي تواجهنا هنا تلوث مصادر المياه
فبعضها قابل للتجديد والبعض لا يقبل، ما يعني خسران مصدر من مصادر المياه
قد يكون يروي عطش مدينة بكاملها. ومشكلة النفايات الطبية التي مصدرها
المستشفيات أنها لو لم تعالج بشكل صحيح قد تصيب المجتمع بأمراض خطيرة قد
تؤدي بحياة كثير من الأفراد، أيضا بعض المصانع تتعدى نسبة التلوث بها الحد
المسموح ومثل الكبريتات في عوادم السيارات تسبب تلوث الهواء مما يسبب
أمراض السرطان بجميع أنواعه. والصرف الصحي يجب معالجته بصورة مناسبة لأنها
قد تختلط بالمياه النقية. وتحدث مشكلة على مستوى الأفراد وهو عدم وضع
النفايات بمكانها المخصص فمثلا تشهد الرياض الوقت الحالي جواً ربيعياً ما
حدا بالناس للخروج إلى الصحراء لغرض التنزه فيترك البعض منهم مخلفاته وعدم
وضعها في المكان المخصص لها رغم توفرها من قبل أمانة مدينة الرياض قد يكون
جاهلاً دون أن يتنبه لخطورة هذا الأمر فمثلا تجد الأكياس البلاستيكية
تحتاج إلى ما يقارب 150عاما لكي تتحلل وعلب المشروبات الغازية ما يجعل
المتنزهات غير نظيفة لمدة طويلة تصل إلى عدة أجيال. وخطر آخر يتمثل في أن
بعض النفايات قد تتحلل وتمتصها الأرض فتؤثر على المياه الجوفية التي تعتبر
أحد أهم موارد الشرب في السعودية بعد المياه المحلاة، فالنفايات بجميع
أشكالها يجب أن تجمع وتعالج ومن ثم تردم في أماكن معزولة.
* كيف ترى الوعي البيئي لدى المجتمع في السعودية؟ـ حقيقة الوعي البيئي قليل رغم أن التلوث يمس جميع مناحي الحياة وحقيقة
لولا الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة المخاطر البيئية لكانت هناك
معضلات تواجه السعوديين قد تصل إلى حد المأساة ومازال يحتاج الناس هنا إلى
حملات توعية لتبين لهم مخاطر البيئة ومساسها بحياتهم وطرق التقليل من
تأثيراتها السلبية وأود أن أشير الى أن الهيئة العامة للأرصاد وحماية
البيئة لها خطط كبيرة في هذا المجال.
* هل توجد خطط لوجود مناهج تعليمية تدرس في المدارس لتوعية الطلاب بمخاطر التلوث البيئي ؟ـ الحكومة السعودية بذلت مجهودات جبارة كما ذكرت سلفا للحد من هذه المشكلة
وأحد هذه المجهودات قيام وزارة التربية والتعليم بتدريب المعلمين
والمعلمات بيئيا على أساس نقل المعلومة بشكل صحيح للطلاب من خلال دروس
أضيفت للمواد الأساسية في المناهج مثل العلوم للمرحلة الابتدائية والتربية
الوطنية لكافة مراحل التعليم العام.* ينظم المركز في الفترة من 20 ـ 22 مارس (آذار) المقبل مؤتمر «اللقاء
البيئي الأول لتفسير لوائح النظام البيئي العام» أعطنا فكرة عن هذا
المؤتمر.ـ يرعى المؤتمر الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز الرئيس العام للرئاسة
العامة للأرصاد وحماية البيئة، ومن أهم أهداف المؤتمر توعية المسؤولين
ومتخذي القرار بالقطاع الحكومي ومستثمري القطاع الخاص بما يمس نشاطهم من
النظام البيئي العام الذي أقر قبل عام ونصف العام وأيضا اللوائح التنفيذية
التي صدرت قبل 6 أشهر.
* ما هي ورش العمل التي ستقام خلال أيام المؤتمر؟ـ ورش العمل متنوعة في المؤتمر فحرصنا خلال إعدادنا للمؤتمر على أن يشمل
جميع ما يتعلق بالبيئة وأقسام التلوث فيها وطرق التقليل من تأثيراتها
الخطرة بأساليب علمية. ولعل من أبرز ورش العمل في المؤتمر مناقشة بعض
المواضيع التي تهم البيئة بشكل عام مثل«متطلبات إعداد دراسة تقييم الأثر
البيئي للمشروعات» و«قواعد وإجراءات إدارة النفايات الخطرة» و«أسس مكافحة
تلوث البيئة البحرية». وتم اعداد لكل مشكلة محاور أساسية فيقوم خبراء
البيئة بالحديث عن كل مشكلة مع إيضاح الحلول لها. ولمن أراد من المهتمين
بالبيئة معرفة تفاصيل أكثر زيارة موقعنا على الإنترنت ( www.kaid.sa).
* من هم ابرز المشاركين في فعاليات المؤتمر؟ـ يوجد خبراء من جهاز شؤون البيئة المصري وعلى رأسهم رئيس الجهاز الخبير
برهان حيث يعرضون التجربة المصرية التي مضى عليها أكثر من 15عاماً
والنجاحات التي حققوها في مجال البيئة من خلال محاربة مخاطرها، كما يقومون
بشرح بجانب خبراء من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ولوائح النظام
البيئي العام في السعودية التي شارك المصريون في وضعها لرجال الأعمال
الذين لهم مشاريع تنموية وتوضيح فوائدها الكبيرة على المجتمع والأجيال
المقبلة في حال التقيد بها.
* ما الجهود التي بذلت لإنجاح المؤتمر؟ـ وكما ذكرت سلفا في هذا الحوار أن المرتكز الأساسي الذي يقوم عليه
المؤتمر توعية رجال الأعمال الذين لهم مشاريع تنموية بأهمية اللوائح
التنفيذية للبيئة في السعودية والتقيد بها فقمنا بالتنسيق مع الهيئة
العامة للأرصاد وحماية البيئة لدعوة أفضل الخبراء في العالم العربي
للمشاركة في المؤتمر، كما قمنا بدعوة أكثر من 400 شخصية متخصصة في مجال
البيئة لحضور الفعاليات بالإضافة بالطبع لرجال الأعمال في السعودية.
* هل توجد خطة للقيام بحملة إعلامية تدعم فعاليات المؤتمر ؟* نقوم بالتنسيق مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بإرسال أخبار
صحافية عن المؤتمر وفعاليتها المقرر عقدها من 20 ـ 22 مارس المقبل إلى
وسائل الإعلام.
* ظهر عليك الاستياء وأنت تجيب على السؤال السابق.. ما السبب؟ـ السبب عدم اهتمام الإعلام على مختلف وسائله للبيئة ومخاطرها التي تمس
حياة الإنسان اليومية وتكون أحد الأسباب في نهايتها ورغم كل هذا نجد هذا
التجاهل فكل إنسان يعلم أهمية الإعلام في التوعية وتأثيره على المجتمعات
والإعلام في وطننا العربي تجده يركز على أمور أقل أهمية وتجاهل مخاطر
البيئة التي تمس حياة الإنسان، وأرى أن سبب هذا التجاهل قلة الوعي البيئي
لدى معظم المنتمين للوسط الإعلامي.