وبهذا النصر قضت مصرعلي أسطورة الجيش الذي لا يقهر.. باقتحامها لقناة
السويس اكبر مانع مائي واجتياحها لكامل نقاط خط بارليف.. واستيلائها
خلال ساعات قليلة علي الضفة الشرقية لقناة السويس بكل نقاطها وحصونها..
ثم إدارتها لقتال شرس في عمق الضفة الشرقية وعلي الضفة الغربية للقناة..
وكان من أهم نتائج الحرب استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس،
واسترداد جزء من الأراضي في شبه جزيرة سيناء وعودة الملاحة في قناة السويس
في يونيو 1975م ، كما أسفرت حرب التحرير الكبرى عن نتائج مباشرة على
الصعيدين العالمى و المحلى من بينها :
- انقلاب المعايير العسكرية فى العالم شرقا و غربا
- تغيير الاستراتيجيات العسكرية فى العالم و التأثير على مستقبل كثير من الاسلحة و المعدات .
- أعادت حرب أكتوبر الى المقاتل المصرى و العربى ثقته بنفسه و بقيادته و
عدالة قضيته ، كما أعادت للشعب ثقته بدرع الحماية له المتمثل فى قواته
المسلحة .
- حققت الوحدة العربية الشاملة فى اروع صورها
- جعلت من العرب قوة دولية – لها ثقلها ووزنها .
- صمود الارادة المصرية العربية و سقوط الاسطورة الاسرائيلية .
كما أن هذه الحرب مهدت الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل الذي
عقد بعد الحرب في سبتمبر 1978م على اثر مبادرة السادات التاريخية في
نوفمبر 1977 م و زيارته للقدس.
المفاوضات السياسية
كانت المفاوضات السياسية المرحلة الثانية بعد تحرير الارض حيث تدخلت
الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التابع
للأمم المتحدة وتم إصدار القرار رقم 338 الذي يقضي بوقف جميع الأعمال
الحربية بدءا من يوم 22 أكتوبر عام 1973م، وقبلت مصر بالقرار ونفذته
اعتبارا من مساء نفس اليوم إلا أن القوات الإسرائيلية خرقت وقف إطلاق
النار، فأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع
الأطراف بوقف إطلاق النار.
وتوقف القتال تماما بعدما أدركت إسرائيل انها خسرت المعركة وان الجيش
المصري متمسك بمواقعه التي حررها من إسرائيل ووافقت إسرائيل على قبول وقف
إطلاق النار والدخول فورا في مباحثات عسكرية للفصل بين القوات وتوقفت
المعارك في 28 أكتوبر 1973 بوصول قوات الطوارئ الدولية إلى جبهة القتال
على أرض سيناء ثم أكتمل تحرير الأرض بمسيرة صعبة وطويلة للسلام ..
مباحثات الكيلو 101 ( أكتوبر ونوفمبر 1973)
تم فيها الاتفاق على تمهيد الطريق امام المحادثات للوصول الى تسوية دائمة
فى الشرق الاوسط و فى 11 نوفمبر 1973 تم التوقيع على الاتفاق الذى تضمن
التزاما بوقف اطلاق النار ووصول الامددات اليومية الى مدينة السويس وتتولى
قوات الطوارىء الدولية مراقبة الطريق ثم يبدا تبادل الاسرى و الجرحى و قد
اعتبر هذا الاتفاق مرحلة افتتاحية هامة فى اقامة سلام دائم و عادل فى
منطقة الشرق الاوسط
اتفاقيات فض الاشتباك الأولى (يناير 1974) والثانية ( سبتمبر 1975)
تم توقيع الاتفاق الاول لفض الاشتباك بين مصر و اسرائيل و قد نص على ايقاف
جميع العمليات العسكرية و شبه العسكرية فى البر و الجو و البحر كما حدد
الاتفاق الخط الذى ستنسحب اليه القوات الاسرائيلية على مساحة 30 كيلومترا
شرق القناة و خطوط منطقة الفصل بين القوات التى سترابط فيها قوات الطوارىء
الدولية و هذا الاتفاق لا يعد اتفاق سلام نهائى .. و فى سبتمبر 1975 تم
التوقيع على الاتفاق الثانى الذى بموجبه تقدمت مصر الى خطوط جديدة و
استردت حوالى 4500 كيلو متر من ارض سيناء و اصبح الخط الامامى للقوات
الاسرائيلية على الساحل الشرقى لخليج السويس لمسافة 180 كم من السويس و
حتى بلاعيم و من اهم ما تضمنه الاتفاق ان النزاع فى الشرق الاوسط لن يحسم
بالقوة العسكرية و لكن بالوسائل السلمية .
مبادرة الرئيس الراحل أنور السـادات بزيـارة القدس ( نوفمبر 1977)
اعلن الرئيس انور السادات فى بيان امام مجلس الشعب انه على
استعداد للذهاب الى اسرائيل و مناقشتهم و ذهب الرئيس عارضا قضيته على
الكنيست و كانت ابرز الحقائق التى حددتها المبادرة إن اتفاقا منفردا بين
مصر وإسرائيل ليس واردا في سياسة مصر ، و أي سلام منفرد بين مصر وإسرائيل
وبين أي دولة من دول المواجهة وإسرائيل فإنه لن يقيم السلام الدائم العادل
في المنطقة كلها ، بل أكثر من ذلك فإنه حتى لو تحقق السلام بين دول
المواجهة كلها وإسرائيل بغير حل عادل للقضية الفلسطينية فإن ذلك لم يحقق
أبدا السلام الدائم العادل الذي يلح العالم كله اليوم عليه .
ثم طرحت المبادرة بعد ذلك خمس أسس محددة يقوم عليها السلام وهي :
• إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية التي احتلت عام 1967 .
• تحقيق الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير بما في ذلك حقه في إقامة دولته.
• حق كل دول المنطقة في العيش في سلام داخل حدودها الآمنة والمضمونة
عن طريق إجراءات يتفق عليها تحقيق الأمن المناسب للحدود الدولية بالإضافة
إلى الضمانات الدولية المناسبة .
• تلتزم كل دول المنطقة بإدارة العلاقات فيما بينها طبقا لأهداف
ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وبصفة خاصة عدم اللجوء إلى القوة وحل الخلافات
بينهم بالوسائل السلمية .
[img]