قصيدة رائعة للمتنبي يهجو فيها
إسحاق بن إبراهيم الأعور ابن كيغلغ
الشرف الرفيع
لهوى النفوس سريـرة لا تعلـمع........ رضا نظرت وخلت أني أسلـــم
يا أخت معتنق الفوارس في الوغى........ لأخوك ثـم أرق منـك وأرحــم
يرنو إليك مـع العفـاف وعنـده ....... أن المجوس تصيب فيمـا تحكم
راعتك رائعة البياض بعارضــي........ ولو انها الأولى لـراع الأسحـم
لو كان يمكنني سفرت عن الصبـا........ فالشيب مـن قبـل الأوان تلثـم
ولقد رأيت الحادثـات فـلا أرى........ يققا يميـت ولا سـوادا يعصـم
والهـم يختـرم الجسيـم نحافـة........ ويشيب ناصية الصبـي ويهـرم
ذو العقل يشقى في النعيـم بعقلـه........ وأخو الجهالة في الشقـاوة ينعـم
والناس قد نبذوا الحفـاظ فمطلـق........ ينسى الذي يولى وعـاف ينـدم
لا يخدعنـك مـن عـدو دمعـه........ وارحم شبابك من عـدو ترحـم
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى........ حتى يراق علـى جوانبـه الـدم
يؤذي القليل مـن اللئـام بطبعـه........ من لا يقـل كمـا يقـل ويلـؤم
والظلم من شيم النفوس فإن تجـد........ ذا عـفـة فلعـلـة لا يـظـلـم
يحمي ابن كيغلغ الطريق وعرسه........ ما بين رجليها الطريق الأعظـم
أقم المسالح فـوق شفـر سكينـة ........إن المنـي بحلقتيهـا خـضـرم
وارفق بنفسك إن خلقـك ناقـص ........واستر أباك فإن أصلـك مظلـم
واحذر منـاواة الرجـال فإنمـا........ تقوى على كمـر العبيـد وتقـدم
وغناك مسألـة وطيشـك نفخـة........ ورضاك فيشلـة وربـك درهـم
ومن البلية عذل من لا يرعـوي ........عن غيه وخطاب مـن لا يفهـم
يمشـي بأربعـة علـى أعقابـه........ تحت العلوج ومـن وراء يلجـم
وجفونـه مـا تستقـر كأنـهـا........ مطروفة أو فـت فيهـا حصـرم
وإذا أشــار محـدثـا فكـأنـه........ قـرد يقهقـه أو عجـوز تلطـم
يقلـي مفارقـة الأكـف قذالـه ........حتـى يكـاد علـى يـد يتعمـم
وتراه أصغر مـا تـراه ناطقـا........ ويكون أكذب ما يكـون ويقسـم
والذل يظهر فـي الذليـل مـودة ........وأود منـه لمـن يـود الأرقـم
ومن العـداوة مـا ينالـك نفعـه........ ومن الصداقة ما يضـر ويؤلـم
أرسلت تسألنـي المديـح سفاهـة ........صفراء أضيق منك مـاذا أزعـم
أترى القيادة في سـواك تكسبـا........ يا ابن الأعير وهي فيـك تكـرم
فلشد ما جاوزت قدرك صاعـدا........ ولشد ما قربـت عليـك الأنجـم
وأرغت ما لأبي العشائر خالصـا........ إن الثنـاء لمـن يـزار فينعـم
ولمن أقمت على الهـوان ببابـه........ تدنـو فيوجـأ أخدعـاك وتنهـم
ولمن يهين المـال وهـو مكـرم ........ولمن يجر الجيش وهو عرمـرم
ولمن إذا التقـت الكمـاة بمـأزق........ فنصيبـه منهـا الكمـي المعلـم
ولربمـا أطـر القنـاة بفـارس........ وثنـى فقومهـا بآخـر منـهـم
والوجه أزهـر والفـؤاد مشيـع ........والرمح أسمر والحسـام مصمـم
أفعال من تلـد الكـرام كريمـة ........وفعال من تلـد الأعاجـم أعجـم
قصيدة حقا رائعة تعطينا درسا في معنى الشرف الرفيع الذي يجب علينا أن نعرّف معناه في عصرنا هذا وليس في عصر المتنبي