اغتيال الرئيس اليمنى أحمد الغشمى
كتب ماهر حسن ٢٤/ ٦/ ٢٠٠٩
كان أحمد حسين الغشمى هو رابع رئيسا للجمهورية العربية اليمنية الشمالية فى الفترة من ١١ أكتوبر ١٩٧٧ إلى ٢٤ يونيو ١٩٧٨ وقد جاء خلفا لإبراهيم الحمدى على إثر اغتياله والغشمى من مواليد عام ١٩٤١ فى ضالع همدان، إحدى ضواحى صنعاء والتحق بالقوات المسلحة بعد قيام ثورة سبتمبر وتولى مهام قيادية عسكرية كرئيس لأركان حرب فوج، وقائدا للمحور الغربى ثم الشرقى، واللواء الأول مدرع. أسهم الغشمى بدور رئيسى فى حركة ١٣/٦/١٩٧٤ التصحيحية، وتولى منصب رئيس الأركان ثم نائبا لرئيس مجلس القيادة (رئاسة الدولة). وقد اغتيل فى مكتبه برسالة مفخخة نقلها مبعوث لرئيس الشطر الجنوبى فى مثل هذا اليوم (٢٤ يونيو) ١٩٧٨. وكانت صحيفة «٢٦سبتمبر» الأسبوعية قد نشرت فى ١٠ يناير من عام ٢٠٠٨م مايمكن اعتباره وصية مكتوبة ومسموعة كتبها منفذ عملية الاغتيال بخطه، وسجلها بصوته على شريط صوتى كان يتم تداوله على نطاق واسع داخل التنظيم السياسى الموحد ــ الجبهة القومية،
بعد مصرع الرئيس (سالمين) كما نشرت الصحيفة تفاصيل العملية التى مضى عليها أكثر من (٢٩) عاماً وأثارت حينها الكثير من التساؤلات حول هوية منفذ العملية والجهة التى تقف وراءه..
أما منفذ العملية فاسمه مهدى أحمد صالح وشهرته (تفاريش) من قرية حذارة بالشعيب فى الضالع، وجاء إلى صنعاء على متن طائرة خاصة كمبعوث شخصى من الرئيس سالم ربيع على، صباح ( ٢٤ يو نيو) ١٩٧٨ حيث استقبله فى مطار
صنعاء الرائد على حسن الشاطر مدير إدارة التوجيه المعنوى بالقوات المسلحة اليمنية آنذاك. وعندما وصل (تفاريش) إلى مكتب الغشمى طلب الغشمى من على الشاطر الانتظار فى المكتب المجاور لأنه يريد الانفراد بالمبعوث، بناء على اتفاق مع الرئيس سالم ربيع على الذى أخبره هاتفيا بأن مبعوثه الشخصى سيبحث معه أمورا مهمة ولايفضل أن يطلع أى شخص على تفاصيلها. وبعد مغادرة الرائد على الشاطر مكتب الرئيس الغشمى سارع مهدى أحمد صالح (تفاريش) بتفجير الحقيبة فلقى الغشمى و(تفاريش) مصرعهما وكان للحادث تداعيات عاصفة أولها الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب يوم ٢٥ يونيو ١٩٧٨ والذى قرر تجميد عضوية اليمن الشعبية (الشطر الجنوبى) لحين قيامها بتحديد
المسؤولين عن الحادث ومحاسبتهم ثم وقعت أحداث ٢٦ يونيو ١٩٧٨ الدامية فى منطقة الفتح بمحافظة عدن وتردد فى الأوساط السياسية والحزبية اليمنية آنذاك أنّ الرحيل التراجيدى للرئيس سالم ربيع على بعد يومين من مصرع الرئيس أحمد حسين الغشمى لم يكن بمعزل عن القسم الذى أطلقه الرئيس سالم ربيع فوق قبر الرئيس إبراهيم الحمدى بعد الانتهاء من مشاركته فى مراسيم دفنه فى أكتوبر عام ١٩٧٧، حيث توعد سالمين قاتل الحمدى أمام الحاضرين بالرد قبل أن يمر عام على ذكرى استشهاده، فى إشارة إلى الرئيس الغشمى.