عدد المساهمات : 1242 نقاط : 7885 تاريخ التسجيل : 09/02/2009 العمر : 49 الموقع : مصر التى فى خاطرى
موضوع: عندما زلّ أبو بكر الخميس أغسطس 23, 2012 10:53 pm
عندما زلَّ أبو بكر ..!! يقول الله تعالى في حق الأنصار والمهاجرين : ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة:100] الأمة الإسلامية الأولى التي تكونت من الأنصار والمهاجرين هي خير أمة عرفتها البشرية، تلك الأمة التي حولت يثرب إلى المدينة الفاضلة التي حلم بها الفلاسفة عبر التاريخ ، ومن مظاهر خيريتها وكمالها تلك الأخلاق السامية التي كان يحملها أفرادها ، ومن تلك الأخلاق التي نحن بأشد الحاجة إليها اليوم هي معرفة الفضل لأهل الفضل ، وقد روى أنس ـ رضي اللّه ـ عنه عن الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قوله : "إِنَّمَا يَعْرِفُ الْفَضْلَ لأَهْلِ الْفَضْلِ أَهْلُ الْفَضْلِ" ، وتلك مسألة بالغة الأهمية . فلا يعرف قدر العالم إلا عالم مثله. ولا يعرف قدر الطبيب البارع غير طبيب مثله. ولا يحترم الكريم إلا كريم مثله . ولا يعرف قدر أبي بكر غير صحابي مثل ربيعة . وهذه قصة عن معرفة الفضل لأهله حفظتها لنا كتب السنة، أما أطراف القصة فصحابيين فاضلين أولهما : الصديق أبو بكر رضي الله عنه ، أفضل رجل بعد الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، الخليفة الراشد الأول رضي الله عنه ، والثاني خادم رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ الذي سأله مرافقته في الجنة فقال له النبي : (فأعني على نفسك بكثرة السجود ) ، فقال إذن أفعل ، إنه الصحابي ريبعة بن كعب الأسلمية ـ رضي الله عنه ـ . روى الإمام الحاكم في مستدركه، وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه: عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه، قوله: " أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضاً، وأعطى أبا بكر أرضاً، فاختلفنا في عذق نخلة، ـ قال وجاءت الدنيا ـ فقال أبو بكر : هذه في حدي . فقلت: لا بل هي في حدي: قال فقال لي أبو بكر كلمة كرهتها، وندم عليها . قال فقال لي : يا ربيعة، قل لي مثل ما قلت لك حتى تكون قصاصا . قال فقلت : لا والله ، ما أنا بقائل لك إلا خيرا . قال: والله لتقولن لي كما قلت لك حتى تكون قصاصا ، وإلا استعديت عليك برسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ . قال، فقلت: لا، والله ما أنا بقائل لك إلا خيرا. قال: فرفض أبو بكر الأرض، وأتى النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وجعلت أتلوه، فقال أناس من أسلم: يرحم الله أبا بكر هو الذي قال ما قال، ويستعدي عليك . قال فقلت: أتدرون من هذا ؟! هذا أبو بكر، هذا ثاني اثنين، هذا ذو شيبة المسلمين ، إياكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب، فيأتي رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فيغضب لغضبه ، فيغضب الله لغضبهما ، فيهلك ربيعة . قال : فرجعوا عني، وانطلقت أتلوه ، حتى أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقص عليه الذي كان ، قال فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : يا ربيعة ما لك والصديق ؟ قال فقلت مثل ما قال كان كذا وكذا، فقال لي : قل مثل ما قال لك . فأبيت أن أقول له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجل ، فلا تقل له مثل ما قال لك ، ولكن قل يغفر الله لك يا أبا بكر ، قال فولَّى أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ وهو يبكي " .